تبدو الفرصة ملائمة أمام محاربي ليبيا لضمان فرص وافرة للتأهل إلى الدور الثاني للمرة الثانية في تاريخهم عندما يلاقي غينيا الاستوائية غدا السبت في باتا، في المباراة الافتتاحية للنسخة ال28 من كأس أمم أفريقيا لكرة القدم التي تستضيفها الأخيرة مشاركة مع الغابون حتى 12 فبراير/ شباط المقبل. ويدرك منتخب ليبيا الجديدة جيدا أن تعثره في المباراة يعني تضاؤل حظوظه بشكل كبير في التأهل لأن مباراتيه التاليتين ستكونان أمام أقوى منتخبين في المجموعة، وهما السنغالوزامبيا اللذان يلتقيان غدا أيضا في باتا، مع العلم بأن ممثل العرب في المجموعة الأولى تغلب على زامبيا في التصفيات. وهذه هي المشاركة الثالثة لليبيا في النهائيات بعد الأولى عام 1982 على أرضها عندما حققت إنجازا غير مسبوق ببلوغها النهائي الذي خسرته أمام غانا، والثانية عام 2006 في مصر عندما ودعت من الدور الأول. ويسعى "المحاربون" إلى إكمال إنجازات البلاد السياسية التي خرجت منذ فترة وجيزة من ثورة دموية أطاحت بالعقيد الراحل معمر القذافي، وأرغمت المنتخب على خوض مبارياته في التصفيات خارج القواعد، وبالتالي مواصلة تحدي الصعاب وبلوغ الدور الثاني. ويشار في هذا الخصوص إلى أن الثورة أطاحت أيضا بثلاث ركائز أساسية في صفوفه استبعدها المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا بسبب موالاتها للنظام السابق، وهم القائد طارق التايب وعلي رحومة ومحمد زعابية. ومما يزيد الضغوط على المنتخب الليبي للفوز بمباراة غد أنها ستكون أمام أضعف حلقة في المجموعة، إن لم تكن في البطولة بأكملها، فغينيا الاستوائية لم تكن لتتأهل إلى النهائيات للمرة الأولى في تاريخها لولا اختيارها من قبل الاتحاد الأفريقي لاستضافة العرس القاري. ضرورة الفو وشدد مدافع ياغودينا الصربي محمد منير وهو أحد 10 لاعبين ينشطون خارج ليبيا، على ضرورة كسب نقاط المباراة، وقال "هي أسهل مباراة في المجموعة وبالتالي يتعين علينا الفوز بها"، لكنه اعتبر أن النقاط الثلاث ليست مضمونة "لأننا نلعب أمام منتخب مضيف وفي مباراة افتتاحية غالبا ما تكون حبلى بالمفاجآت". وأضاف "إرادتنا قوية وكبيرة جدا بعد ما عانينا في الحرب ضد القذافي، العديد من لاعبي المنتخب فقدوا أفراد عائلاتهم وهم مصممون على القتال من أجل المنتخب الوطني كما فعلوا من أجل تحرير البلاد من جبروت القذافي وحاشيته". واعتبر منير أن المشاركة في حد ذاتها تعد "إنجازا"، وأضاف "لكننا الآن نرغب في المزيد وحجز بطاقتنا للدور الثاني من أجل الشعب الليبي"، قبل أن يختم حديثه قائلا "أنا فخور بكوني أحد عناصر هذا المنتخب الموحد والمتحمس". ورغم غياب التايب ورحومة وزعابية، فإن ليبيا تملك من الأسلحة الفتاكة ما يكفي لتعكير صفو الاستضافة لدى غينيا الاستوائية وفي مقدمتها هداف النادي الأفريقي التونسي أحمد سعد وجمال عبد الله (براغا البرتغالي) ومحمد الصناني (اتحاد المنستير التونسي) ووليد الختروشي ومروان المبروك (الاتحاد الليبي) وأحمد الزوي (البنزرتي التونسي). المواجهة الأولى وستكون مواجهة غد الأولى بين المنتخبين كما أنها ستجمع بين مدربيهما البرازيليين ماركوس باكيتا وجيلسون باولو خليفة المدرب الفرنسي هنري ميشال الذي استقال من منصبه. وتمني غينيا الاستوائية المصنفة 150 عالميا والتي لا تضم نجوما في صفوفها، النفس ببلوغ الدور الثاني، وهو حق مشروع بالنظر إلى استعدادها الجيد والمبكر، حيث تعاقدت مع هنري ميشال الذي حاول تشكيل منتخب قوي، لكن التدخل المتكرر للمسؤولين جعله يختار ترك منصبه. ولتحفيز اللاعبين أعلن نجل رئيس غينيا الاستوائية الغنية بالبترول، تخصيص مكافأة بقيمة مليون دولار للاعبين في حال الفوز على ليبيا، كما قرر منح 20 ألف دولار لكل لاعب يسجل هدفا. اخبارية نت / الجزيرة نت