تبدو الفرصة مواتية أمام المنتخب الليبي لقطع شوط كبير نحو التأهل إلى الدور الثاني للمرة الثانية في تاريخه عندما يلاقي غينيا الاستوائية السبت في باتا في المباراة الافتتاحية للنسخة الثامنة والعشرين من كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم التي تستضيفها الأخيرة مع الغابون حتى 12 شباط المقبل. يذكر أنها المرة الأولى التي تستضيف فيها الغابونوغينيا الاستوائية إحدى نسخ كأس الأمم الإفريقية منذ انطلاقها عام 1957، كما أنها المرة الثانية التي تقام فيها البطولة مشاركة بين بلدين بعد الأولى عام 2000 في غانا ونيجيريا. وتنطلق النسخة الحالية في غياب 5 منتخبات عريقة هي مصر حاملة لقب النسخ الثلاث الأخيرة وحاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب والكاميرون صاحبة 4 ألقاب ونيجيريا البطلة مرتين وجنوب إفريقيا والجزائر صاحبي لقب واحد لكل منهما. ويدرك المنتخب الليبي جيداً بأن تعثره في المباراة يعني تضاؤل حظوظه بشكل كبير في التأهل إلى الدور ربع النهائي لأن مباراتيه المقبلتين ستكونان أمام أقوى منتخبين في المجموعة وهما السنغالوزامبيا اللذين يلتقيان أيضاً في باتا، وان كان ممثل العرب في المجموعة الأولى تغلب على زامبيا في التصفيات. هي المشاركة الثالثة لليبيا في النهائية بعد الأولى عام 1982 على أرضها عندما خسرت أمام غانا في المباراة النهائية، والثانية عام 2006 في مصر عندما ودعت من الدور الأول. وما يزيد الضغوط على المنتخب الليبي للفوز أن المباراة ستكون أمام الحلقة الأضعف في المجموعة إن لم يكن في البطولة بأكملها، فغينيا الاستوائية لم تكن لتتأهل إلى النهائيات للمرة الأولى في تاريخها لولا اختيارها من قبل الاتحاد الإفريقية لاستضافة العرس القاري. وشدد مدافع ياغودينا الصربي محمد منير أحد 10 لاعبين في تشكيلة العرس القاري يلعبون خارج ليبيا، على ضرورة كسب نقاط مباراة غينيا الاستوائية، وقال "مبدئياً إنها أسهل مباراة في المجموعة وبالتالي يتعين علينا الفوز بها"، مضيفاً "ذلك لا يعني بأن النقاط الثلاث مضمونة بل العكس لأننا نلعب أمام منتخب مضيف وفي المباراة الافتتاحية التي غالبا ما تحفل بالمفاجآت". وتابع "إرادتنا قوية وكبيرة جداً بعد ما عانينا منه في الحرب ضد القذافي، العديد من لاعبي المنتخب فقدوا أفراد عائلاتهم وهم مصممون على القتال من اجل المنتخب الوطني كما فعلوا من اجل تحرير البلاد من جبروت القذافي وحاشيته". وأردف قائلاً "المشاركة فقط هنا تعتبر انجازاً بالنسبة لنا، لكننا الآن نرغب في المزيد وحجز بطاقتنا إلى الدور الثاني من أجل الشعب الليبي"، قبل أن يختم حديثه "أنا فخور كوني عضو من أعضاء هذا المنتخب الموحد والمتحمس". وعلى الرغم من غياب التايب ورحومة وزعابية، فإن ليبيا تملك من الأسلحة الفتاكة ما يكفي لتعكير صفو الاستضافة لدى غينيا الاستوائية في مقدمتها هداف النادي الإفريقي التونسي أحمد سعد وجمال عبدالله (براغا البرتغالي) ومحمد الصناني (اتحاد المنستير التونسي) ووليد الختروشي ومروان المبروك (الاتحاد) وأحمد الزوي (البنزرتي التونسي). وستكون المواجهة الأولى بين المنتخبين كما أنها ستجمع بين مدربيهما البرازيليين ماركوس باكيتا وجيلسون باولو خليفة المدرب الفرنسي هنري ميشال الذي استقال من منصبه. وتمني غينيا الاستوائية المصنفة 150 عالمياً والتي لا تضم نجوما في صفوفها، النفس ببلوغ الدور الثاني، وهو حق مشروع بالنسبة إليها بالنظر إلى استعدادها الجيد والمبكر للبطولة حيث تعاقدت في هذا الصدد مع هنري ميشال الذي حاول تشكيل منتخب قوي لكن التدخل المتكرر للمسؤولين في عمله تسبب في تركه لمنصبه. ولتحفيز اللاعبين أعلن نجل رئيس غينيا الاستوائية تخصيص مكافأة بقيمة مليون دولار إلى اللاعبين في حال الفوز على ليبيا، كما قرر منح 20 ألف دولار لكل لاعب يسجل هدفاً.