بدأ وزراء خارجية خمس دول أفريقية اليوم الثلاثاء اجتماعا في العاصمة نواكشوط، لمناقشة سبل مواجهة تنظيم القاعدة وكل الجماعات المسلحة المنتشرة على مستوى دول الساحل والتي تشكل تهديدا حقيقيا لأمن واستقرار المنطقة برمتها، بحسب ما قال المسؤولون في اجتماعهم. ويحضر الاجتماع وزراء موريتانيا، والجزائر، ومالي، والنيجر بالإضافة إلى نيجيريا التي تشارك لأول مرة ممثلة بسفيرتها في العاصمة السنغالية داكار، وذلك من أجل التنسيق مع دول الساحل لمواجهة جماعة بوكو حرام الناشطة بنيجيريا والمتهمة بتنفيذ هجمات دامية كان آخرها تفجيرات قتلت أكثر من 160 شخصا في كانو بشمالي البلاد. وتثور شكوك قوية لدى حكومات وأجهزة الأمن بمنطقة الساحل ونيجيريا بشأن ارتباط جماعة بوكو حرام ب a title="حجر أغلى من الذهب يسقط من كوكب المريخ في "المغرب"" href="http://www.ekhbariyah.com/artical-22592.html"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ويقول خبراء أمنيون بالمنطقة إن أسلوب العمل وطبيعة التفجيرات التي تنفذها جماعة بوكو حرام تشبه إلى حد بعيد أسلوب عمل القاعدة. أهداف وقال وزير الخارجية الموريتاني حمادي ولد حمادي إن اجتماع اليوم يهدف لبناء نظرة إستراتيجية مشتركة من أجل تشخيص ظاهرة الإرهاب ومعرفة التحديات التي تطرحها على المنطقة، وتقييم المنجزات المتحققة حتى الآن، إضافة لتصور العمل المشترك المطلوب لمواجهة هذه الظاهرة. وأشار إلى أن منطقة الساحل تواجه جملة تحديات منها الجريمة المنظمة بمختلف أشكالها، وعمليات الاختطاف والتهريب بمختلف أنواعه بما فيها تهريب الأسلحة والمتفجرات وحتى الأشخاص. وأضاف الوزير أن دول المنطقة برهنت على إرادة حقيقية لمكافحة هذه الظواهر، من خلال عدد من الآليات من بينها إنشاء لجنة أركان مشتركة مقرها تمنراست بالجنوب الجزائري، ووحدة اندماج وربط لأجهزة أمن المنطقة يوجد مقرها في العاصمة الجزائرية. ومن جهته يرى الوزير الجزائري المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والأفريقية عبد القادر مساهل -في حديث للجزيرة نت- أن الاجتماع يأتي في سياق تكثيف الجهود وخلق دينامكية جديدة لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجه منطقة الساحل. وأضاف أن التنسيق بين هذه الدول في تحسن مستمر على المستويات السياسية والعسكرية والأمنية لضمان تحقيق الأهداف المشتركة، مشيرا إلى أن الجديد هو أن هذه الدول وسعت تنسيقها القائم نحو المجالات التنموية والاقتصادية. وأشار مساهل في هذا الصدد إلى أن الطريق البري العابر للصحراء باتجاه النيجر يوشك على نهايته، وأن دراسات بدأت من أجل تشييد طريق بري آخر يربط بين موريتانياوالجزائر، وذلك لقناعة هذه الدول أن التنمية تعتبر جزءا أصيلا وعاملا هاما في مواجهة الإرهاب والمخاطر الأمنية بدول المنطقة. وكشف أن الجزائر قررت تقديم 3100 طن من الأرز لصالح موريتانيا ومالي والنيجر لمساعدتها على التغلب على آثار وتداعيات الجفاف الذي ضرب المنطقة هذا العام ويهدد مئات آلاف من سكانها بمجاعة حقيقية. دفع الفدى ورغم تراجع عمليات التفجير والاغتيال التي تنفذها القاعدة في الآونة الأخيرة، فإن عمليات الخطف شهدت بالمقابل تصاعدا بينا في الأشهر الماضية حيث تحتفظ القاعدة في الوقت الحالي بنحو 15 أوروبيا تم اختطافهم من بلدان متعددة. وعن موضوع دفع الفدى لتنظيم القاعدة، كشف الوزير الجزائري عن مساع تبذلها بلاده في الوقت الحالي بالتنسيق مع دول أخرى لرفع الموضوع إلى مجلس الأمن الدولي، قصد تجريم العملية وحظرها بشكل نهائي لما تمثله من مخاطر على حياة الناس. وأوضح عبد القادر مساهل أن تلك الفدى تستخدم لتمويل ما سماها العمليات الإرهابية وتوفير سيولة للإرهابيين تمكنهم من مواصلة نشاطهم المدمر في المنطقة. أما وزير الخارجية والتعاون والاندماج الأفريقي النيجري محمد بعزوم، فقال للجزيرة نت إن بلاده تعتقد أن الحد من مشكلة الإرهاب وتداعياتها الخطيرة على مستوى منطقة الساحل يمر عبر جملة إجراءات من بينها تجفيف منابع الإرهاب بوقف دفع الفدى للإرهابيين. وتكثيف التنسيق الأمني والعسكري بين بلدان المنطقة -يواصل وزير النيجير- بالإضافة إلى الأمر الأهم وهو تحمل الماليين لمسؤولياتهم في غلق معسكرات التنظيم ومراكز التدريب وطرد الإرهابيين من أراضيهم. ويذكر أنه الاجتماع الثالث لوزراء خارجية هذه الدول بعد اجتماعين عقد أولهما في العاصمة الجزائرية في مارس/آذار 2010، والثاني في العاصمة المالية باماكو في مايو/أيار من العام الماضي. اخبارية نت / الجزيرة نت / أمين محمد-نواكشوط