يرى مراقبون أن، الولاياتالمتحدة الأميركية سبقت فرنسا إلى منطقة الساحل الأفريقي كأول شريك لدوله في محاربة «الإرهاب». وساعدت الجزائر كثيراً في هذا الدخول السلس بعد مفاوضات سرية وعلنية مع مسؤولين أمنيين ودبلوماسيين أميركيين خلال العامين الماضيين. وتوجت الاتصالات المكثفة بين الجانبين باجتماع احتضنته واشنطن أخيراً ضم وزراء خارجية موريتانيا ومالي والنيجر والوزير الجزائري للشؤون المغاربية والأفريقية مع مسؤولين أميركيين. وتناول الاجتماع، وفقاً لما صرح به الوزير الجزائري للشؤون المغاربية والأفريقية عبدالقادر مساهل، أثر الحرب في ليبيا على المنطقة وتدفق السلاح إلى الجماعات الإرهابية، وترتيب آليات اجتثاث تنظيم القاعدة من الصحراء الأفريقية الكبرى. ومن بين من شاركوا في الاجتماع منسق محاربة الإرهاب بكتابة الدولة للخارجية دانيال بنيامين ومساعد وزيرة الخارجية مكلف بشؤون الشرق الأوسط، ومساعد وزيرة الخارجية مكلف بشؤون الشرق الأوسط جيفري فلتمان، ومساعدها المكلف بالشؤون الأفريقية جوني كارلسو. وجرت جلسات عديدة بين وفود قادها وزراء الخارجية تضم موظفين كباراً في القطاعات المتصلة بالدفاع ومكافحة الإرهاب في مجموعة ما يسمى «دول الميدان» وهي الجزائروموريتانيا ومالي والنيجر وخبراء في مجالات الدفاع والمعلومات لتطوير آليات التنسيق وفتح خط دائم بين قيادة الأركان المشتركة لهذه الدول ومقرها مدينة تمنراست بأقصى جنوبالجزائر وقيادة القوات الأميركية الخاصة بأفريقيا التي يوجد مقرها العام بألمانيا. وهذه المرة الأولى التي يفصح فيها ان تنسيقاً مثل هذا صار قائماً على الأرض وان الأميركيين يمكنهم التواجد في المنطقة ضمن خطة مشتركة مع دولها للعمل جنباً إلى جنب للقضاء على الإرهاب والجريمة المنظمة ومختلف أنواع التهريب. وأعلن عن الاجتماع ونتائجه بعد أيام من إعلان الولاياتالمتحدة دراستها ملفاً مهماً يقضي بتزويد الجزائر بعتاد عسكري وأمني متطور يوجه لمحاربة الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي. وهو قرار لم يسبق ان اتخذته السلطات الأميركية رغم اعتبارها الجزائر شريكاً استراتيجياً في مكافحة الإرهاب منذ أحداث سبتمبر 2001. ويرى مراقبون ان الجزائر عجّلت بفتح الباب أمام الأميركيين للتعاون الأمني والعسكري في الساحل بعد «تدخلات غير مرغوب فيها» من فرنسا حاولت كسر التحالف بين الدول الأربع باستثمار نفوذها خاصة في النيجر ومالي لتحييد الجزائر عن قيادة العمليات العسكرية والأمنية بالمنطقة. وسبق للأميركيين ان أعلنوا انهم يؤيدون جهود الجزائر العسكرية في الصحراء الكبرى بما فيها مطاردة الإرهابيين خارج حدودها.