تساءلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور بشأن توجه الاحتجاجات والثورات الشعبية العربية إلى التضاؤل والهدوء، وذلك بعد أن أطاحت الثورات العربية بما أسمتها الصحيفة الأنظمة الدكتاتورية في كل من تونس ومصر وليبيا. وأشارت ساينس مونيتور إلى ما وصفتها باختلاط مظاهر الفتن والمآسي والابتهاج بالنصر على الأنظمة الطاغية، وهي تلك المظاهر التي شهدتها البلدان العربية الثائرة منذ 2011 في إطار إعادة تشكيل العالم العربي. وأضافت الصحيفة أن عام 2012 بدأ يشهد هدوءا على مستوى الثورات الشعبية العربية، وأن البعض بدأ يخطط لوضع الإستراتيجيات المناسبة للإصلاحات السياسية والاقتصادية، وخاصة تلك التي تضررت بشكل كبير جراء اضطرابات العام الماضي في البلدان الثائرة في المنطقة العربية. وقالت إن الدعوات الشعبية من أجل التغيير السياسي في بعض البلدان العربية الأخرى ربما تمر بمأزق أو أنها وصلت إلى طريق مسدود. ففي البحرين، أدى القمع الحكومي إلى إخماد الثورة الشعبية في مهدها، وإلى ملء السجون بالسياسيين. " ساينس مونيتور رجحت تدخلا عسكريا في سوريا مثل التدخل العسكري الذي أدى إلى تضييق الخناق على نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي وتحويل دفة الأمور ضده " تدخل عسكري وأما في سوريا، فأشارت الصحيفة إلى أن الصراع بدأ يأخذ طابع العنف، مشيرة إلى مقتل 5600 شخص على الأقل على مدار العام منذ اندلاع الثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد. ورجحت الصحيفة أن شأن الأزمة في سوريا يشي بتدخل عسكري أجنبي مثل ذلك الذي استخدم في ليبيا، والذي أدى إلى تضييق الخناق على نظام العقيد الراحل معمر القذافي وتحويل دفة الأمور ضده. وأما في بقية البلدان العربية، فأشارت ساينس مونيتور إلى أن مستوى المطالبة بتغيير الأنظمة آخذ بالتضاؤل والفتور، برغم حالة الاستياء التي تسود أنحاء المنطقة، مشيرة إلى إقدام جامعيين مغربييْن اثنين عاطلين عن العمل على إحراق نفسيهما منتصف الشهر الجاري. وأوضحت أن المغربييْن استلهما الفكرة من التونسي محمد البوعزيزي الذي أدى حرقه نفسه إلى إشعال فتيل الربيع العربي، وفرار الرئيس المخلوع زين العابدين بن على من البلاد. وفي حين أشارت الصحيفة إلى الإجراءات الإصلاحية التي اتخذها ملك المغرب محمد السادس، قالت إن الأردن يشهد مظاهرات احتجاجية من أجل الديمقراطية منذ بداية عام 2011. " الإسلاميون واليساريون وقيادات العشائر الأردنية، كلهم أعربوا عن مطالبهم المختلفة بضرورة إصلاح النظام السياسي والاقتصادي " عشائر أردنية وأوضحت أن الإسلاميين واليساريين وقيادات العشائر الأردنية، كلهم أعربوا عن مطالبهم المختلفة بضرورة إصلاح النظام السياسي والاقتصادي في البلاد، مشيرة إلى تغيير ملك الأردن عبد الله الثاني حكومتيْن اثنتين عام 2011 في ظل الاحتجاجات التي يشهدها الشارع الأردني. وأما في السعودية، فقالت الصحيفة إنه بعد شهور من سقوط الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، فإن السعودية عالجت شأن المطالبة بالإصلاح عن طريق الدعم المالي، مشيرة إلى إنفاق الملك عبد الله بن عبد العزيز ما لا يقل عن تسعين مليار دولار بالبلاد. كما تساءلت الصحيفة بشأن مدى أثر مغادرة الرئيس علي عبد الله صالح اليمن في إرضاء خصومه، في البلاد التي لم تزل تشهد صراعات دموية ضد نظامه. وأضافت بالقول إنه في حين بدأت رياح انفصال الجنوب بالهبوب، فإن الولاياتالمتحدة متورطة في هجمات بالأراضي اليمنية بطائرات بدون طيار، ضمن جهودها لما وصفته الصحيفة بلجم نشاط تنظيم القاعدة بشبه الجزيرة العربية. اخبارية نت / الجزيرة نت