span style=\"color: rgb(255, 0, 0);\"span style=\"font-size: medium;\"حياة عدنspan style=\"font-size: medium;\" تحدثت الصحف الأميركية عن مقتل العقيد معمر القذافي في ليبيا أمس، وأشارت إلى انعكاسات الحدث في البلاد وخارجها، خاصة في بلدان عربية تشهد انتفاضات ضد أنظمة حكمها. فقالت صحيفة واشنطن بوست إن مقتل القذافي يلقي الضوء على الوضع في سوريا واليمن. وأكدت الصحيفة أن القذافي هو ثالث زعيم يسقط في الشرق الأوسط بيد شعبه في تسعة أشهر، لكنه الأول الذي لقي نهاية دموية.
وقالت أيضا إن مشاهد جثته وهي تسحب أججت شعورا ثوريا في المنطقة وسط آمال بأن نهايته الدموية توقف من بقي من الحكام المتسلطين. ففي العاصمة اليمنية صنعاء احتفل الآلاف في ساحة التغيير ودعوا لإسقاط الرئيس علي عبد الله صالح، وفي العاصمة التونسية كذلك خرج الشبان يحملون الأعلام الليبية إلى الشوارع وهم يحتفلون. ونقلت الصحيفة عن خليل الزاوية، وهو أحد زعماء حزب التكتل العلماني، قوله في تجمع للحزب بتونس العاصمة "كل الطغاة الذين اعتقدوا أنهم سيبقون في الحكم إلى الأبد يرتعدون الآن". وقالت الصحيفة إن تعقيدات مقتل القذافي وأثرها على الرئيس السوري بشار الأسد، الذي لا يظهر أي علامة على التراجع بعد نحو ثمانية أشهر من المظاهرات، هي ما يشغل معلقي الصحف في المنطقة. وقالت إن عصام الزامل الكاتب في صحيفة اليوم السعودية كتب في حسابه بتويتر "بن علي هرب، مبارك في المحكمة والقذافي قتل، كلما كبرت مقاومة الطاغية لشعبه كان العقاب شديدا"، وأضاف "يبدو أن بشار سيُصلب حتى الموت في وسط دمشق". وقالت الصحيفة إن بعض الناشطين عبروا عن آمالهم في أن انتهاء الناتو من عملية ليبيا سيحرر قواته ويمكنها من مساعدة المتظاهرين السوريين الذي طالبوا بمنطقة حظر جوي، مثل تلك التي سهلت عمل الثوار الليبيين". ونقلت الصحيفة عن عمر المقداد، وهو ناشط سوري من مدينة درعا وهو هارب في تركيا منذ ثمانية أشهر قوله "ربما يكون الناتو الآن حرا للتدخل في سوريا، ونحن نأمل في ذلك"، وأضاف "ربما يتسلم النظام هذه الرسالة، وهي أن الناتو حر الآن". لكن الصحيفة أوضحت أن آمال حدوث هذا ليست قوية، فالرئيس الأميركي باراك أوباما حذر "الحكام المستبدين" العرب، لكنه لم يعط إشارة إلى أن الولاياتالمتحدة ستبذل جهودا لإزاحتهم. وقالت الصحيفة إن أوباما دعا علي صالح والأسد للتخلي عن السلطة، لكنه لم يظهر أية إشارة لاستخدام القوة من أجل تحقيق ذلك. ونقلت عن مدير معهد بروكينغز الدوحة سلمان الشيخ قوله إن احتمال تدخل دولي في سوريا يبدو بعيدا، لكن ابتعاد الأنظار عن ليبيا بعد مقتل القذافي وإظهار دول الخليج علامات نفاد الصبر تجاه سوريا سيعجلان باشتداد الضغوط على الأسد وصالح أيضا. وقال الشيخ "يحمل مقتل القذافي دروسا مهمة للمستبدين الآخرين في الأشهر القادمة، فالمظاهرات لن تذهب بعيدا ونحن نرى توجها لاستخدام السلاح"، وأضاف "أعتقد أننا سنرى توجها جادا لعزل النظام السوري وزيادة الضغط عليه". أما صحيفة وول ستريت جورنال فقالت إن صدى مقتل القذافي يتردد في دمشق، فهو أعلن الحرب على شعبه وانتهى قتيلا، وكذلك أعلن بشار الأسد الحرب على شعبه وسار في طريق القذافي، وكذلك يفعل الرئيس علي عبد الله صالح الذي يصر على رفض التنازل عن السلطة. ومن جهتها قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إن نهاية القذافي أصبحت ممكنة بعد تخلي سكان سرت عنه عندما غادروها، وبذلك دفعوه إلى الهروب ليقع في أيدي الثوار. وقالت الصحيفة إن مقتله جاء قبل ثلاثة أيام فقط من انتخابات المجلس التأسيسي في تونس التي أشعلت شرارة الثورات العربية قبل تسعة أشهر، وهناك وعود بكونها نزيهة وشفافة، حيث حصل الناشطون السياسيون على وقت كاف لتشكيل الأحزاب، وهذا جزء من عملية بناء ديمقراطية ثابتة. وأشارت الصحيفة إلى أنه نظرا لأعمال العنف والمواجهات التي تشهدها شوارع اليمن وسوريا والبحرين إلى جانب حالة عدم اليقين بشأن الانتخابات في مصر، فإن تونس يجب أن يكون مثالا رائدا على طريق طويل لحكومة تمثيلية، وهي التي قدمت نموذجا لإسقاط النظام الاستبدادي لبن علي سلميا. * الجزيرة نت