قتل أكثر من ثلاثين شخصا وأصيب عدد آخر بجروح، من بينهم مدنيون وجنود في اشتباكات ليلية وقعت في مناطق متفرقة من الصومال بين حركة الشباب المجاهدين من جهة، والقوات الإثيوبية والكينية والصومالية من جهة أخرى. وقد اندلعت اشتباكات ضارية في مدينة لوق بولاية جدو الواقعة بغرب الصومال إثر هجوم ليلي شنه مقاتلو حركة الشباب المجاهدين من عدة محاور على القوات الإثيوبية والصومالية المتمركزة داخل المدينة، مما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف الجانبين. وقال الناطق العسكري باسم حركة الشباب المجاهدين أبو مصعب عبد العزيز للجزيرة نت إن قواتهم "خاضت معارك ضارية ضد القوات الإثيوبية والمليشيات المرتزقة الموجودة في مدينة لوق، وتمكنا بفضل الله من قتل 16 عنصرا، من بينهم 11 جنديا إثيوبيا". وذكر أبو مصعب أن نطاق المواجهات التي وصفها بأنها دامية اتسع إلى عمق المدينة، وتحدث عن استيلاء قواته على كميات كبيرة من الذخائر الحية، وأسلحة خفيفة من طراز بي كي أم، وآ كي. وبدورهم، تحدث مسؤولون حكوميون عن خسائر بشرية ألحقوها بمقاتلي الشباب جراء اشتباكات مدينة لوق، غير أن أحدهم -ويدعى عبد الناصر سرار- اعترف بمقتل جنديين صوماليين في الاشتباكات، ونفى رواية حركة الشباب المجاهدين بشدة. ولكن المواطن شكري فارح وهو من سكان مدينة لوق أكد للجزيرة نت سقوط تسعة قتلى في صفوف القوات الصومالية، وإصابة 13 بجروح، وقال فارح "لا أدري ما إذا كانت القوات الإثيوبية تكبدت خسائر جراء المعارك الليلية"، إلا أنه أشار إلى ضراوة المواجهات بين الطرفين. وذكر شكري فارح أن الاشتباكات، التي أعقبت وصول أعداد ضخمة من القوات الإثيوبية إلى لوق الأسبوع الماضي، اندلعت بين الجانبين في أطراف المدينة ثم انتقلت إلى داخلها. قتال في قوقاني وفي سياق متصل، شن مقاتلو الحركة هجوما ليليا آخر على مدينة قوقاني بولاية جوبا السفلى وفق روايات شهود عيان للجزيرة نت، وقالت المواطنة فاطمة محمد للجزيرة نت إن الاشتباكات أسفرت عن إصابة أربعة مدنيين، ثلاثة رجال وامرأة من أسرة واحدة، بسبب سقوط قذيفة هاون على بيتهم. وأشارت إلى أن حالة اثنين من المصابين خطيرة، وأن وضعهما الصحي ازداد سوءًا نتيجة انعدام الخدمات الصحية في مدينة قوقاني. وقال الناطق العسكري باسم حركة الشباب المجاهدين أبو مصعب عبد العزيز للجزيرة نت "قتلنا ثمانية جنود كينيين في الهجوم الليلي الذي نفذته قواتنا على مدينة قوقاني"، وأشار إلى تدميرهم مخزنا للذخائر تابعا للقوات التي وصفها بأنها معادية. وفي سياق متصل أكد قائد عسكري حكومي اسمه محمد عبد الله للجزيرة نت وقوع الهجوم الليلي في مدينة قوقاني، واعترف بإصابة ثلاثة جنود حكوميين فيه، ونفى رواية الحركة القائلة بوقوع قتلى في صفوف القوات الكينية والصومالية. وفي سياق متصل، تجددت اشتباكات متقطعة اليوم الأحد بين الجانبين في الضاحية الجنوبية لمدينة قوقاني إثر وصول أعداد كبيرة من مقاتلي الحركة إليها خلال الأيام القليلة الماضية، غير أن ما أسفرت عنه الاشتباكات هناك لم يتضح بعد. وتشهد عدة جبهات في جنوبالصومال توترا عسكريا ملحوظا إثر إحراز القوات الكينية تقدما على الأرض في جبهات جديدة تقع في ولاية جوبا السفلى. معارك وسط الصومال على صعيد آخر هاجمت عناصر موالية لحركة الشباب المجاهدين ليلا قوات إثيوبية متمركزة غرب مدينة بلدوين عاصمة ولاية هيران وسط الصومال، وفق روايات شهود عيان للجزيرة نت. وتنبت حركة الشباب المجاهدين الهجوم الذي استهدف الإثيوبيين في بلدوين، وقال أبو مصعب للجزيرة نت "ألحقنا بالعدو الإثيوبي خسائر كبيرة جراء الهجوم"، غير أنه لم يتحدث عن خسائر محددة وقعت في صفوف الإثيوبيين. ويأتي الهجوم الليلي في بلدوين عقب ساعات قليلة من انفجار لغم أرضي استهدف عربة عسكرية إثيوبية كانت تسير في المدينة يوم السبت، مما أدى إلى مقتل جنديين إثيوبيين، وتدمير العربة العسكرية وفق رواية أبي مصعب عبد العزيز. وقال أبو مصعب إن "قتالنا ضد الإثيوبيين قتال عقدي، ووجودي"، وتعهد بمواصلة قتالهم حتى آخر طلقة، كما تحدث عن مشاعر العداء المستحكم بين الصومال وإثيوبيا. وأضاف أبو مصعب "قتلنا 68 جنديا إثيوبيا منذ احتلالهم مدينة بلدوين في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي"، وأكد مضاعفة الهجمات عليهم. وتشهد المدينة اضطرابات عسكرية وأمنية منذ استيلاء الإثيوبيين عليها نهاية العام الماضي، جراء هجمات حركة الشباب المجاهدين عليهم. اخبارية نت / الجزيرة نت