وتحذيرات من حرب ابادة تعد لها قوات النظام أعلن منشقون عن الجيش السوري اليوم الاثنين تشكيل مجلس عسكري أعلى "لتحرير" البلاد من حكم الرئيس بشار الاسد. فيما حذرت المعارضة من "مجازر" و"حرب إبادة" يعد نظام الرئيس بشار الأسد لتنفيذها عقب فشل المجتمع الدولي في تمرير مشروع قرار في مجلس الأمن لإدانة القمع الذي ينفذه النظام والذي أسفر عن مقتل سبعة آلاف شخص بحسب تقديرات المعارضة. وقال المجلس الذي أطلق عليه اسم "المجلس العسكري الثوري الاعلى" ليحل محل الجيش السوري الحر في بيان نشرته "رويترز"، ان قائده هو العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ وهو أكبر ضابط ينشق عن الجيش والذي فر الى تركيا. والمتحدث باسم المجلس هو الرائد ماهر الرحمون النعيمي الذي كان متحدثا باسم الجيش السوري الحر. وجاء الاعلان عن تشكيل المجلس بعد ساعات من شن قوات الاسد أعنف هجوم لاخضاع مدينة حمص التي أصبحت معقلا للمقاومة المسلحة لحكم الاسد. وقال البيان "بعد التشاور مع الضباط المنشقين على امتداد ساحات الوطن… تم الاتفاق على تشكيل المجلس العسكري الثوري الاعلى لتحرير سوريا تمهيدا لاعلان النفير العام لتحرير سوريا من هذه العصابة وتلبية لنداء الحرية ووفاء لدماء الشهداء. الى ذلك قالت الانباء الواردة من سوريا ان قوات الجيش النظامي السوري نفذت قصفا مكثفا صباح الاثنين لأحياء مدينة حمص. وقال ناشطون وشهود عيان سوريون إن عدة أحياء في المدينة تتعرض لقصف مدفعي وصاروخي عنيف، وذلك بعد تحذير أطلقه المجلس الوطني المعارض من خطة أعد لها النظام السوري لاجتياح مدينتي حمص ودرعا. ونقل "راديو سوا" عن أبو رامي الحمصي وهو ناشط في مدينة حمص، إن الجيش يقصف الأحياء بالمدفعية والصواريخ. وتابع قائلا إن "هناك حاليا قصفا عشوائيا على منطقة بابا عمرو، ومناطق الخالدية، وكرم الزيتون، وحمص القديمة". وقال إن ليس لديه أرقاما نهائية عن عدد القتلى والجرحى الذين سقطوا، غير أنه استطرد قائلا "إننا نحذر من أن النظام بدأ في مجازره ونحمل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية مسؤولية هذه المجازر التي سوف تتكشّف يوما بعد يوم". وفي نفس الإطار أعلنت لجان التنسيق المحلية المعارضة في بيان وقوع أعداد كبيرة من الضحايا إثر استهداف النظام أحد المشافي الميدانية في حي بابا عمرو، الذي يعد أحد معاقل الانتفاضة ضد نظام الأسد، أثناء قصف صاروخي عنيف ما زال مستمرا منذ ساعات. ووجه الحمصي "نداءً عاجلاً" لإنقاذ سكان حمص، قائلا "إننا شعب يذبح، ويتعرض للقصف اليومي وبشكل خاص مدينة حمص، وبشكل عام سورية ككل". وتابع قائلا "إننا نريد فقط أن نعرف ما هي فاتورة الشهداء التي يجب أن ندفعها حتى يتحرك المجتمع الدولي لوقف هذا المجرم بشار الأسد وعصابته". وأضاف أن حمص تدكّ بالمدفعية وبقذائف الهاون وبالصواريخ محذرا من أنه "حتى إن استلزم الأمر وحاول (النظام) أن يقصفها بالطائرات، فإنه لن يوفر الطائرات". ومضى الحمصي متسائلا "متى يتم التحرك الدولي؟ نحن نناشد الدول الأجنبية والعربية والإسلامية ومنظمات الأممالمتحدة، إننا قوم نذبح بدم بارد". حرب إبادة وبدورها حذرت عضو المجلس الوطني السوري مرح البقاعي من أن نظام الأسد يحضّر لاجتياح عدة مدن سورية وفي مقدمتها حمص ودرعا، داعية المجتمع الدولي إلى الإسراع في حماية المدنيين السوريين مما أسمتها حرب الإبادة التي يتعرضون لها. وقالت البقاعي في مقابلة مع "راديو سوا" إن "العالم كله يجب أن يعرف أن هذا النظام يهيئ لمجازر ليس لمجزرة واحدة، ويهيئ لعمليات إبادة جماعية ضد الشعب السوري المحاصر في المدن". وأضافت أنه "يجب أن يتحرك العالم ويوقف هذه المجازر وهذه العمليات التي هي أولا ضد الإنسانية جمعاء ليس فقط ضد الشعب السوري، ونتمنى أن يتحرك الضمير العالمي والضمير الإنساني فورا ليقف إلى جانب الشعب السوري". وقالت إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اتخذ أمس خطوة متقدمة إلى الأمام تتمثل في الدعوة لتشكيل تكتل أصدقاء سورية على غرار ما حدث في كوسوفو حين كانت تتعرض لعمليات إبادة جماعية. وأكدت البقاعي أن ثمة معلومات بشأن تعزيزات عسكرية وحشود يدفع بها النظام إلى محيط مدينتي درعا وحمص. وأضافت أن "المعلومات التي وصلت لنا اليوم أن هناك حشودا هائلة من المدرعات والدبابات على مدخل المدينتين، ويبدو أنهم يستعدون لمهاجمتهما". وقالت إن النظام "لا يخاف من قتل الأطفال وقتل النساء وقتل العزّل، بل يخاف أن يعرف العالم بالجرائم التي يرتكبها". أسر جنود ومن ناحيته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن ثلاثة ضباط قد قتلوا فيما أسر 19 من جنود الجيش النظامي السوري في هجوم شنه منشقون فجر الاثنين على حاجز بقرية البارة في جبل الزاوية بمحافظة أدلب. وقال المرصد إن الضباط الثلاثة هم عميد ونقيب وملازم، مشيرا إلى أن الهجوم أسفر عن تدمير الحاجز بشكل كامل. وكان المرصد قد أفاد في وقت سابق بأن 28 عنصرا من القوات التابعة لنظام الأسد قتلوا يوم الأحد في مواجهات بمحافظات حمص وأدلب وريف دمشق ودرعا، مما يرفع حصيلة القتلى في صفوف الجيش السوري في الساعات الأخيرة إلى 31 بينهم ثلاثة ضباط. اخبارية نت / مأرب برس