تباينت الردود في العراق بشأن الجهة التي تقف وراء تفجيرات الخميس الدامي، البعض اتهم دولا عربية دون أن يسميها، والبعض الآخر اتهم تنظيم القاعدة، في حين رأى آخرون أن هناك أجندات خارجية تهدف إلى عرقلة عقد القمة العربية. ووفق وزارة الداخلية العراقية، فقد قتل 60 شخصا وأصيب أكثر من 250 آخرين في سلسلة هجمات منسقة وقعت الخميس في بغداد وكركوك وديالى وتكريت وبابل ونينوى. وأعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن هذه الهجمات. واتهم وكيل وزارة الداخلية عدنان الأسدي دولا عربية دون أن يسميها بأنها تقف وراء هذه الهجمات، وقال في تصريحات صحفية إن أجهزة أمنية في هذه الدول تغض النظر عن تحركات مجموعات مسلحة، موضحا أن الأجهزة الأمنية وجدت "مجاميع تستلم أموالا من بعض السفارات" بغطاء أنه مرسل من قبل تجار في دول هذه السفارات، التي قال إنها سفارات عربية وعدد قليل منها غير عربية. من جهته يعزو زعيم قائمة العراقية إياد علاوي سلسلة التفجيرات التي ضربت العاصمة بغداد الخميس إلى تراجع الوضع السياسي، وتوقع في حديث تلفزيوني وقوع المزيد من أعمال العنف مستقبلا. إفشال القمة أما رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي فرأى في كلمة ألقاها أمام النواب أن التفجيرات وأعمال العنف التي شملت المدنيين العراقيين تهدف إلى إشعال نار الفتنة وإفشال عقد القمة العربية، كما أنها تعطي إشارة واضحة إلى وجود جهة خارجية تحاول تصدير مشاكلها الداخلية إلى العراق، دون أن يحدد هذه الجهة. ويقول عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي النائب حامد المطلك في حديثه للجزيرة نت إن هناك تدخلات خارجية وأيديولوجية تتبنى مشروع قتل العراقيين، الذي يهدف إلى تفكيك بنية المجتمع وإلحاق الأذى بالعراقيين. وأشار إلى أن الخلافات السياسية وتأخر تسمية الوزراء الأمنيين وضعف الإجراءات في الأجهزة الأمنية والاستخبارية كلها عوامل شجعت على تنفيذ هذه التفجيرات. ويتهم الأجهزة الأمنية بأنها منشغلة بابتزاز المعتقلين الأبرياء تاركةً واجباتها الأساسية، ومنشغلة بالقضايا السياسية التي ينبغي أن تكون بعيدةً عنها. رسائل متعددة ويرى عضو البرلمان عن التحالف الوطني جواد الحسناوي أن هذه التفجيرات تحمل رسائل إلى الشعب العراقي لإعادته إلى دوامة المخاوف الطائفية، وإلى الحكومة لإظهارها بأنها عاجزة عن ضبط الجانب الأمني، وإلى القادة العرب لإعطائهم المبرر لعدم المشاركة بالقمة العربية. ويتهم الحسناوي دولا عربية لم يسمها بهذه التفجيرات، ويؤكد أن هناك أكثر من تقرير لدى الاستخبارات الداخلية والعسكرية توكد وجود دفع عربي بالأموال، وهناك خيوط وخلايا موجودة تعمل في داخل العراق على شكل منظمات إنسانية في سبيل زعزعة استقرار العراق. أزمة مزمنة ويرى الخبير الأمني العراقي مهند العزاوي أن الأزمات السياسية في العراق أصبحت مزمنة، ويعزو ذلك إلى الخلل في تشكيل العملية السياسية. ويضيف العزاوي في حديثه للجزيرة نت أن العراق يشهد واقع ما يطلق عليها صناعة الإرهاب والتجارة في الأمن القومي، وهو ما ينعكس على المشهد السياسي العراقي، ويشير في هذا الصدد إلى الجانب الطائفي في قضية طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي. ويؤكد العزاوي أن الخريطة الأمنية العراقية خريطة مؤقتة ومركبة، وهناك فوضى مسلحة خارج السلطة لوجود مليشيات وتنظيمات مسلحة منتشرة على أرض العراق لم تعالج، وهناك صراعات واستقطابات في القوات المسلحة ضمن هذا الحزب وذاك التنظيم، وبالتالي من الصعب تحديد من يقف خلف هذه التفجيرات. ويعتقد العزاوي أن الصراع السياسي بات يلقي بظلاله على تلك العمليات، التي لا يمكن أن تكون بالضرورة من تنظيم مسلح، ويتهم جهات مسلحة رسمية بتقدم التجهيزات أو على الأقل تتغاضى عنها لتسهيل تلك العمليات، حسب قوله. اخبارية نت / الجزيرة نت