فتحت صحيفة 26 سبتمبر الناطقة باسم الجيش لشخصيات معارضة سابقة، ونشرت في عددها اليوم الخميس حوارين مع قائد المنطقة الشمالية الغربية اللواء علي محسن الأحمر وآخر مع الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد. ونشرت الصحيفة ذلك بعد أشهر من فرض تسمية المنشقين العسكريين والمتمردين السياسين على هذه الشخصيات. حيث خصصت صحيفة الجيش حينها لمهاجمة كافة القوى العسكرية والسياسية المنضمة للثورة، ونشر المواضيع المؤيدة للرئيس السابق. ويتزامن الحوار الذي أجري مع اللواء علي محسن بعد يوم من ذكرى انضمامه وقيادات عسكرية ومدنية للثورة عقب يومين من إحياء اليمنيين لذكرى مجزرة جمعة الكرامة التي راح ضحيتها أكثر من 50 شهيداً ومئات الجرحى. ويأتي هذا بعد أشهر من الإطاحة بمدير دائرة التوجيه المعنوي في الجيش علي حسن الشاطر الذي يعد أحد أبرز المقربين من الرئيس السابق، حينما تظاهر منتسبو الدائرة للمطالبة بإقالته. وفي إجابة لسؤال عن ماذا يمثل يوم ال21 من مارس 2011 للواء الأحمر, يوم انضمامه وإعلان تأييده لثورة الشباب الشعبية السلمية، قال إنه يوم تاريخي عزيز على نفسه وزملائه، «يوم أن عاف ضميرنا ما يلقاه أبناء شعبنا من ظلم وقهر وتقتيل, لم نجد معه بداً إلا الاصطفاف إلى جانب مطالب أبناء شعبنا وهو بمثابة نقلة تاريخية على مستوى حياتنا الشخصية وواجبنا الديني والوطني , انتقلنا فيه إلى الموقف الصائب». وأضاف: «رأينا في الانضمام للثورة الطريق الصحيح الذي سنتخلص فيه من حكم الفرد والتسلط والشخصنة وينقلنا مع أبناء شعبنا إلى يمن جديد ودولة يمنية مدنية الحكم فيها للدستور والنظام والقانون والعدالة والمساواة والحرية». وأكد خضوعه وتنفيضه لأي توجيهات تصدر من الرئيس عبدربه منصور هادي. وقال إنهم ينفذون توجيهات اللجنة العسكرية بحذافيرها, ولا تحدث أي عرقلة لمهامها من جانبهم. وأردف: «نحن أمام مرحلة بناء اليمن الجديد, يمن العدالة والمساواة والحرية , يمن النظام والقانون وعلينا جميعاً أن نتعامل مع هذا الواقع الجديد بعيداً عن الأهواء والرغبات الشخصية والمشاريع الصغيرة والنظرات الضيقة, خاصة ونحن في ظل الشرعية الجديدة للرئيس عبدربه منصور هادي , و حكومة الوفاق الوطني». وتحدث عن عدم وجود ما يسمى الجيش الثوري في اليمن, إنما الإعلان عن انضمامه للثورة سلمياً وكان دعماً لمطالب اليمنيين السلمية. وبشأن تنظيم القاعدة قال إن النظام السابق دعم التنظيم «لتقويته لأغراض كانت بالنسبة للنظام حسب اعتقاده أنها مفيدة له وهذا تفكير خاطئ جنى نتائجه النظام السابق ولا زلنا نعاني من آثاره في الوطن». وأشار إلى أن توحيد القوات المسلحة هي خطوة وأولوية من أولويات هيكلة الجيش. وقال «لا يوجد أحد فوق القانون أو يستطيع مخالفة ما تم الاتفاق عليه في المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية, وأي إنسان عاقل يجب أن يقرأ الواقع قراءة صحيحة ولا أحد مخلد, وعلي محسن مثله مثل أي إنسان آخر اليوم مسئول وغداً مواطن لا فرق, وربما هناك من هو أقدر منه الآن». وجدد دعوته إلى إخراج كافة معسكرات الجيش من كل عواصم المدن والاستفادة من مواقعها في العملية التنموية والمتنفسات للمدن. وفي حوار الرئيس علي ناصر محمد قال إن الأمور بلغت ذروتها ولم يعد مطلب الحوار مطلباً سياسياً لبعض النخب فقط، بل أضحى مطلباً شعبياً ووطنياً وإقليمياً ودولياً نتيجة لما تشكله هذه المرحلة من خطورة في بلد يتمتع بموقع استراتيجي هام. واعتبر التغيير الحاصل آنياً قاصراً وفق رأي قوى التأثير المهمة في البلاد وفي مقدمتها الشباب « الذين لا تهمهم المطالب الفوقية والمناصب وتداول رئاسة الدولة أو الحكومة والوزارات بل لهم مطالب سياسية بمعنى التغيير الحقيقي وحقوقية تعبر عن الحياة الكريمة». ودعا الرئيس هادي إلى تنفيذ جزء مما وعده في إيجاد التغيير، وكذا اهتمامه وحكومته بالشباب بوصفهم الرقم الأصعب في المعادلة وبردم الهوة مع القوى الحقيقية التي تشكل تيارات التغيير ورافعته الأساسية والمتمثلة بالحراك الجنوبي والحوثيين وبقية القوى والأحزاب المعارضة في الداخل والخارج التي لم تنخرط في التسوية السياسية القائمة. ورداً على سؤال بشأن ماهية المرجعية الحقيقية التي يقوم عليها التفاوض أو الحوار حول القضية الجنوبية قال إن «الاعتراف الكامل بالقضية سياسياً وحقوقياً والتعامل بندية باعتبار أن الجنوب كان دولة وذات سيادة ومعترف بها إقليميا ودولياً، فيما هناك مرجعيات قانونية فهناك من يستحضر قرارات مجلس الأمن أثناء حرب 94م وغيرها من الأمور التي يمكن التفاوض حولها والحوار ينبغي أن يتمتع بفضاء رحب والمعالجات عندما تتحرك في فضاء غير مجتزأ تكون ناجعة». واعتبر توسع نشاط القاعدة في بعض المحافظات وفي هذا التوقيت ينم عن مشاريع مشبوهة وخطيرة. وأضاف: «أجدني ملزماً هنا بتجديد تأكيدي بأن الجنوب لم يكن يوما بؤرة تطرف أو إرهاب وأي تواجد لمثل هذه الجماعات له خلفية سياسية وأمنية معروفة بالنسبة لنا وكانت تستهدف الحراك الجنوبي واليوم تستهدف الجنوب كله بمافي ذلك عدن منارة الانفتاح والاعتدال والنقاء والتعايش». اخبارية نت نقلا عن المصدر أونلاين