الجزيرة نت إخبارية نت صناعة الألبان بالضفة تتحدى الاحتلال لم تكن منتجات مصانع الألبان الفلسطينية تشكل سوى 30% من حجم السوق المحلي في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة قبل عشرين عاما، فيما كانت الصناعات الإسرائيلية تسيطر على النسبة الباقية. أما اليوم، فيؤكد الفلسطينيون أنهم يسيطرون على أكثر من 70% من سوقهم، لكنهم يقرون بأن إسرائيل تسيطر على كثير من مفاصل الاقتصاد الفلسطيني. ويوجد في الأراضي الفلسطينية نحو 29 ألف رأس من الأبقار تنتج نحو 365 ألف لتر من الحليب يوميا، يستوعبها 12 مصنعا للألبان، غالبيتها في مدينة الخليل، جنوب الضفة. مصانع متقدمة يقول مدير عام مصنع الجنيدي للألبان مشهور أبو خلف إن مصانع الألبان المحلية تغطي غالبية احتياجات الفلسطينيين الذين كانوا يعتمدون حتى عام 2000 على المزارع والمصانع الإسرائيلية. مشيرا إلى أن قطاع غزة يستوعب نحو30% من منتجات مصنعه. وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن شركته استحدثت مؤخرا خطا جديدا، هو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، لإنتاج الحليب طويل الأمد بهدف استيعاب الفائض من الحليب، وخاصة في فصل الشتاء، كما أنشأت مصنعا مماثلا لها في الأردن. وعن الصعوبات التي تواجه مصنعه أشار إلى جملة مضايقات إسرائيلية بينها منع الشركات الفلسطينية منذ قدوم السلطة الفلسطينية من توزيع منتجاتها في أراضي ال48، مبينا أن السوق الإسرائيلية كانت تستوعب 25% من المنتجات الفلسطينية. وذكر من المشاكل أيضا تبعية الاقتصاد الفلسطيني للاقتصاد الإسرائيلي، وتحكم إسرائيل في دخول الأعلاف لمزارع الأبقار، ومنع دخول بعض المواد الكيمياوية الضرورية لأغراض التعقيم بحجة احتمالية استخدامها لأغراض أخرى. وبين أن من المعيقات تقييد حرية حركة السيارات، والوقوف الطويل وإجراءات التفتيش على المعابر، وقلة المياه، مؤكدا أن المصنع توقف عدة مرات عن العمل بسبب نقل المياه خلال الصيف. وأكد أن إدارة المصنع أبلغت جهات دولية رفيعة بينها مبعوث الرباعية توني بلير، ومنسق عملية السلام جورج ميتشل وغيرهما بحجم المشاكل الموجودة واحتياجات المصانع الفلسطينية، لكن دون جدوى. وأشار إلى توجه فلسطيني لجعل السوق الفلسطينية خالية من منتجات الألبان الإسرائيلية خلال فترة وجيزة، وذلك بتوفير الأصناف الناقصة، مشددا على أن المصانع الوطنية تسير بخطى ثابتة لتلبية رغبات واحتياجات المواطن الفلسطيني من الألبان. عوائق الاحتلال من جهته بين رئيس مجلس الحليب الفلسطيني كامل مجاهد أن إنتاج المزارع الفلسطينية من الحليب يبلغ نحو 365 ألف لتر يوميا، يذهب نحو 155 ألف لتر منها إلى المصانع المحلية، فيما يصنع الباقي داخل المنازل أو مشاغل صغيرة. وأضاف أن الاحتلال يعد أكبر عائق أمام هذه الصناعة، مشيرا إلى صعوبات في نقل الحليب من المزارع التي تقع غالبيتها في مناطق "ج" التي تسيطر عليها إسرائيل، إلى المصانع. وأضاف أن مشاكل أخرى تواجه المزارعين في استيراد الأعلاف التي لا تتوفر إلا داخل إسرائيل، موضحا أن الأعلاف المخمرة الخاصة بأبقار الحليب ينبغي أن تنقل من مخازنها إلى المزارع في غضون ساعتين، لكنها تستغرق ست ساعات على الأقل. وتحدث عن تفاقم كبير في مشكلة المياه، مؤكدا استمرار الاحتلال في منع شبكات المياه عن كثير من المناطق، وارتفاع أسعار مياه الصهاريج التي زادت على ستة دولارات للمتر المكعب الواحد. وتطرق إلى مشكلة تناقص أعداد أبقار الحليب، ومنع الاحتلال الفلسطينيين من استيراد المزيد من الرؤوس من الخارج، رغم المطالبات المتكررة بذلك. وخلص إلى إصرار المصانع الفلسطينية على تحقيق مزيد من النجاح، رغم استباحة الشركات الإسرائيلية للسوق الفلسطينية وتسهيل توزيع منتجاتها فيه، مقابل التضييق على الشركات الفلسطينية ومنعها من توزيع المنتجات حتى في القدس الشرقية.