أيدت محكمة تونسية اليوم الاثنين حكما بالسجن سبع سنوات على شاب تونسي كان قد اتهم بوضع رسوم كاريكاتيرية للرسول محمد صلى الله عليه وسلم على موقع فيسبوك، مما أجج التوتر بشأن الحريات العامة في البلاد التي كانت مهدا للربيع العربي. وأدين جابر الماجري بتهم منها "تعكير صفو النظام العام" و"الاعتداء على الأخلاق الحميدة" في بلد يعلي القيم الإسلامية منذ الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي العام الماضي، والتي أتت ب"حزب حركة النهضة" الإسلامي إلى سدة الحكم ضمن ائتلاف يضم حزبين آخرين. وكانت محكمة ابتدائية قضت في 28 مارس/آذار الماضي بهذا الحكم على الماجري المحبوس على ذمة القضية، وعلى غازي الباجي الذي حكم عليه غيابيا، وتقدم الماجري بطلب لاستئناف الحكم، إلا أن الباجي لا يزال هاربا. وانتقدت محامية الماجري الحكم قائلة إنه يبرهن على أن القضاء التونسي لا يزال يعاني من التدخل السياسي في شؤونه بعد نحو 18 شهرا من قيام الثورة. وقالت بشرى بلحاج حميدة لرويترز إنه حكم قاس للغاية، وينم على أن جهاز القضاء في تونس لم يتخلص بعد من التدخل السياسي. وأضافت أنه يتعين على الأقل إصدار أحكام عادلة، واصفة الحكم بأنه جائر، وبأنه حطم حياة موكلها الشاب العاطل، وقالت إن القاضي لم يبد أي رأفة أو اعتبار لظروف الشاب. ومضت تقول إن الماجري ليس له جمهور على فيسبوك، وإن الرسوم الكاريكاتورية التي تسيء إلى الدين لم تجتذب اهتمام الكثيرين قبل أن تشيع أنباء المحاكمة وتنشرها الصحف. ويأتي قرار المحكمة بعد أسبوعين من اندلاع أعمال شغب في تونس العاصمة ومدن أخرى قام بها إسلاميون سلفيون وآخرون أغضبهم معرض فني رأوا أنه يهين الإسلام. وكانت تونس قد أثارت الحماس في العالم العربي في يناير/كانون الثاني من العام الماضي، عندما أجبرت مظاهرات بن علي رئيس البلاد على الفرار، بعد أن ظل ممسكا بزمام السلطة 23 عاما. إلا أن الثورة في تونس أثارت توترا بين الإسلاميين ممن يرون ضرورة أن يلعب الدين دورا أكبر في الحياة العامة، والعلمانيين الذين يقولون بتعرض حرية التعبير وحقوق المرأة للخطر. اخبارية نت – الجزيرة نت