كشف استطلاع للرأي نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية نتائجه الخميس أن شعبية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ وصوله إلى السلطة بعد الإعلان عن حزمة إجراءات تقشفية. وردا على سؤال "هل أنت راض أم غير راض عن أداء نتنياهو كرئيس للوزراء" أجاب 60% من الأشخاص المستطلعة آراؤهم بأنهم غير راضين مقابل 31% راضين بينما قال الآخرون إنهم لم يتوصلوا لرأي محدد. كان نتنياهو حتى وقت قريب يتمتع بنسب جيدة من الرضا الشعبي. وقد أظهر الاستطلاع الذي نفذه معهد ديالوغ لصالح صحيفة هآرتس تراجعا بنسبة 10% في شعبية نتنياهو وهي نتيجة تُعتبر الأسوأ منذ توليه رئاسة الوزراء في أبريل/نيسان 2009 حيث كانت نسبة الراضين عن أدائه الشهر الذي سبقه 51% وبلغت هذا الشهر 41%. إرضاء المتطرفين والتقشف وبدأت نسبة الرضا الشعبي تتدهور بالنسبة لنتنياهو عندما بدأ يخطط لتغيير قانون الخدمة العسكرية ليدعم استمرار إعفاء عشرات الآلاف من اليهود المتطرفين دينيا. من جهته حصل وزير المالية يوفال شتاينتز على تأييد 19% فقط من الإسرائيليتين بينما قال 67% إنهم غير راضين عن أدائه. وأجرى معهد ديالوغ هذا الاستطلاع بعد الإعلان عن رزمة إجراءات تقشف في إسرائيل تتضمن زيادة في ضريبة الدخل والمبيعات وتقليصا في ميزانية الدولة رغم تعهد نتنياهو في حملته الانتخابية بخفض نسبة 20% من العبء الضريبي على الأسر خلال أربع سنوات. وتعرض نتنياهو أيضا لانتقادات بسبب نيته تقديم تسهيلات كبيرة للشركات الإسرائيلية والمتعددة الجنسيات تتمثل بتخفيض الضرائب على الأموال المكتسبة في إسرائيل والتي سيتم تحويلها إلى الخارج من 25% إلى 12%. احتجاجات شعبية وكان من شأن الإجراءات التقشفية أن تصب الزيت على نار الغضب الذي أخذ يتسع في السابق جراء ارتفاع تكلفة المعيشة في الدولة اليهودية التي شهدت احتجاجات جماعية عامة صيف العام المنصرم وتجددت بشكل أقل حتى اليوم في الصيف الجاري. وذكرت صحيفة هآرتس أن الاستطلاع كشف أن سياسة حكومة نتنياهو الاقتصادية والاجتماعية "كارثية لجهة الانتخابات" بالنسبة لحزب الليكود اليميني الحاكم. وتابعت الصحيفة قائلة إن موقف نتنياهو في الوقت الحالي ضعف كثيرا على الرغم من عدم وجود منافس حقيقي له. لن يجري انتخابات مبكرة وأشارت إلى أنه في هذا السياق لا مصلحة لنتنياهو في إجراء انتخابات مبكرة بل على العكس فإنه يريد تأجيلها إلى أبعد وقت ممكن وتعديل الأولويات بشأن المسائل الإستراتيجية المتعلقة بالأمن. وستجرى الانتخابات التشريعية القادمة في إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2013. من جهته اتهم رئيس المعارضة شاؤول موفاز -الذي ينتمي إلى حزب كاديما- نتنياهو في الأيام الأخيرة باستغلال التهديد بشن ضربة إسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية "لصرف الانتباه عن سجله الاقتصادي والاجتماعي". وذكرت هآرتس أيضا أن النتائج الكاملة للاستطلاع ستنشر الجمعة دون الإفصاح عن عدد الأشخاص المستطلعة آراؤهم وعن هامش الخطأ. اخبارية نت – الجزيرة نت