قالت لجان التنسيق المحلية إن 72 شخصا قتلوا الخميس في سوريا بينهم أكثر من أربعين سقطوا في قصف استهدف مخبزا في حلب. ومع تواصل القصف على أحياء أخرى بحلب ومدن وقرى في إدلب وحمص ودير الزور، توسعت الاشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في دمشق. وقال مراسل الجزيرة في حلب إن القصف الذي تعرض له المخبز في حي قاضي عسكر بحلب أسفر عن سقوط 40 قتيلا وعشرات الجرحى، وذلك بعد يوم من مجزرة إعزاز في ريف حلب التي ارتفع عدد ضحاياها إلى حوالي 55 قتيلا، إضافة إلى أكثر من مائتي جريح. ومن جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أحياء الفردوس والأنصاري والكلاسة وبستان القصر والشعار بمدينة حلب تعرضت للقصف من قبل قوات نظام الرئيس بشار الأسد، كما تعرضت بلدة الأتارب بريف حلب للقصف، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات. وفي الأثناء، أكد ناشطون مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين في قصف بطائرات الميغ على بلدة معرة مصرين في إدلب، بينما أكدت الهيئة العامة للثورة مقتل طفلة وسقوط جرحى في قصف على مدينة الباب بحلب. وقال العميد أركان حرب المتقاعد صفوت الزيات في حديث للجزيرة إن اكتفاء قوات النظام بالغارات الجوية دون دعم بري في محافظتي حلب وإدلب يؤكد أنها فقدت السيطرة على الأرض. وأضاف الخبير العسكري أن النظام لم يحقق مكاسب على الأرض بعد 28 يوما من القصف المتواصل على الأحياء السكنية في حلب، بينما يتقدم الجيش الحر في الحمدانية وغيرها. معارك دمشق ومن جهة أخرى، قال الزيات إن العمليات التي يشنها الجيش الحر في دمشق تروم الوصول بالنظام إلى مرحلة الإجهاد حتى يفقد القدرة على اتخاذ ردود الفعل، مضيفا أن الشائع في حرب العصابات أن يواصل المقاتلون الضغط بعمليات مباغتة ومتفرقة عبر التفجيرات والهجمات لاستنزاف النظام وإفقاده التوازن، ومؤكدا أن الصورة العامة في العاصمة تؤكد أن النظام فقد السيطرة على أجزاء واسعة. وقد اقتحم الجيش النظامي اليوم بالدبابات حي الحجر الأسود بدمشق وسط اشتباكات عنيفة مع الجيش الحر، كما قصف مدينتي الضمير وعربين قرب العاصمة. وعلى صعيد آخر، قال التلفزيون السوري إن قوات نظامية تمكنت اليوم من تحرير ثلاثة صحفيين من قناة "الإخبارية" السورية اختطفهم مسلحون ببلدة التل قرب دمشق قبل أسبوع. وأضاف أن تحريرهم تم في "عملية نوعية"، دون مزيد من التفاصيل. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد تحدث عن قصف عنيف للتل سبق عملية تحرير الطاقم الصحفي المختطف. قصف متواصل ويتواصل قصف قوات النظام على أنحاء متفرقة بالبلاد، ففي حمص تجدد القصف بالمدفعية والهاون على مدن تلبيسة والحولة والرستن مع محاولة اقتحام الرستن من الشمال قبل أن يتصدى له الجيش الحر. وفي مدينة دير الزور، تركز القصف على حي الجورة، كما سمع إطلاق نار كثيف بحي القصور، بينما قصف الطيران الحربي بلدة الشعيطات. وفي الأثناء، تجدد القصف العشوائي على بلدة تل الشهاب الحدودية مع الأردن بريف درعا، وكذلك على مدينة اللطامنة بريف حماة، في حين انتشرت قوات النظام في ساحة العاصي وشارع العلمين بمدينة حماة، وشنت حملة دهم في حيي العليليات والفراي. وعلى صعيد آخر، قالت صحيفة فايننشال تايمز اليوم الخميس إن القوات الخاصة الأردنية تلقت تدريبات ومشورة من الجيش الأميركي لتحسين قدراتها بشأن سيناريو للتدخل في سوريا، مضيفة أن الأردن ما زال يعارض التدخل العسكري المباشر لكن قوى غربية تشير إلى استعداده لتدخل محتمل لتأمين مخزون النظام السوري من الأسلحة الكيميائية إذا ما دخلت البلاد في حالة من الفوضى. وأشارت الصحيفة إلى التصعيد الأخير بين الأردن ونظام الأسد عقب تجدد إطلاق النار عبر الحدود مرات عدة في الأسابيع الأخيرة، حيث اعتادت القوات الأردنية على الرد كلما أطلق جنود سوريون النار على اللاجئين المتوجهين إلى الحدود الأردنية. اخبارية نت – الجزيرة نت