قال مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية الجديد إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إن مهمته تبدو شبه مستحيلة, وشدد على أهمية التغيير السياسي في سوريا, في وقت يتوجه فيه رئيس منظمة الصليب الأحمر الدولي إلى دمشق للقاء الرئيس بشار الأسد. وقال الإبراهيمي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إنه يدرك مدى صعوبة مهمته في سوريا لكنه لا يستطيع القول إنها مستحيلة, "بل هي تقريبا مستحيلة". وأضاف أنه قبل المهمة وهو على علم بمدى صعوبتها, وأقرّ بأنه يشعر بالذعر من ثقل المسؤولية خاصة أمام تزايد التساؤلات عن ما يمكن أن يفعله والناس يموتون، وقال "نحن لا نفعل الكثير، وهذا في حد ذاته ثقل مرعب". وقال الإبراهيمي إن ما يزيد من صعوبة مهمته تعنت الحكومة السورية، وتصعيد العنف من قبل الثوار، وشلل مجلس الأمن الدولي من خلال استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد عدة قرارات بشأن سوريا. وشدد الدبلوماسي الجزائري على أن حصول تغيير سياسي في سوريا مسألة أساسية وملّحة، غير أنه رفض تأكيد ما إذا كان يقصد بقوله هذا تنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة، كما تطالب المعارضة السورية. أسف فرنسي في الأثناء قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "إن الرئيس السوري بشار الأسد دكتاتور يقتل شعبه وإن جزءا كبيرا من الشعب يعارضه", وعبر عن أسفه لاستمرار كل من روسيا والصين وإيران في "دعم النظام السوري". وأضاف فابيوس في حديث مع محطة "بي إف إم تي في" التلفزيونية وراديو مونتي كارلو أن ما يحدث في سوريا حرب أهلية قتل فيها 25 ألفا وأصيب 250 ألفا وأدت إلى نزوح أكثر من مليوني لاجئ سوري. ووصف الوزير الفرنسي الوضع في سوريا بأنه "فظيع", وقال إن الأزمة بدأت تنتشر في المنطقة بأسرها. رد سوري وفي سياق متصل وصف وزير الإعلام السوري عمران الزعبي ما قاله رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بأن بشار الأسد فقد شرعيته بأنه "تافه ولا يغير من الأمر شيئا". وقال الزعبي إن كل الأمور في سوريا "تحت السيطرة"، وأضاف أن بعض الدول استثمرت اللاجئين السوريين، وعملت على إرهابهم ومنع عودتهم إلى بلادهم. وأشار إلى أن المعارضة الوطنية هي التي "تختلف معنا من أجل سوريا وليس على سوريا", وهي التي ترفض التدخل الخارجي واستخدام السلاح وإدخاله والاعتداء على الجيش "ولا يملي عليها أحد رغباته". من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا والولايات المتحدة تتفقان على الهدف المطلوب تحقيقه في سوريا ولكنهما تختلفان على كيفية الوصول إليه. وأضاف لافروف في تصريح لوكالة أنباء نوفوستي أنه سيبحث المسألة السورية خلال لقائه نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون على هامش اجتماع منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي المنعقد بفلاديفوستوك الروسية. الصليب الأحمر في الأثناء يبدأ رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر السويسري بيتر ماورر اليوم الاثنين زيارة إلى سوريا من المنتظر أن يلتقي خلالها الرئيس بشار الأسد وعددا من قادة النظام لبحث سبل تسهيل وصول بعثات الإغاثة إلى ضحايا النزاع من المدنيين. وقال بيان صادر عن اللجنة إن محادثات الدبلوماسي السويسري مع سلطات دمشق ستتركز على الأوضاع الإنسانية المتدهورة والمصاعب التي تواجه محاولات عمال الإغاثة الدوليين والمحليين الوصول إلى ضحايا النزاع. ويقول الصليب الأحمر -الذي ينشر خمسين عامل إغاثة في العاصمة دمشق- إن أعوانه لا يستطيعون التحرك داخل سوريا بسبب القتال العنيف, رغم الحاجة الملحة لتقديم الاحتياجات الإنسانية التي تتزايد بشكل مطرد بسبب حدة الصراع وامتداده. - الجزيرة نت اخبارية نت