يجتمع اليوم بالقاهرة ممثلو مصر وتركيا وإيران لمناقشة المبادرة المصرية بشأن الأزمة السورية، وذلك غداة مغادرة المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي دمشق في ختام أول زيارة له في إطار مهمته التي توقع الجيش السوري الحر فشلها. وقالت مصادر دبلوماسية مصرية لمراسل الجزيرة في القاهرة إن اجتماعا ثلاثيا سيعقد مساء اليوم الاثنين في العاصمة المصرية بين وزراء خارجية كل من مصر وتركيا وإيران ضمن المبادرة الرباعية التي اقترحها الرئيس المصري محمد مرسي بشأن الأزمة السورية. ووصل المبعوث الأممي والعربي إلى القاهرة أمس قادما من دمشق التي أجرى فيها مباحثات مكثفة على مدار أربعة أيام مع المسؤولين السوريين وعلى رأسهم الرئيس بشار الأسد وعدد كبير من قادة المعارضة والمجتمع المدني في سوريا. واستمع الإبراهيمي-وفقا للمتحدث باسمه أحمد فوزي- لرأي ووجهات نظر الجميع بشأن الوضع والخروج من الأزمة التي تتفاقم يوما بعد يوم. وطبقا لرؤية المبعوث الدولي فإن الأزمة تحتاج أولا لوقف النزيف ثم البحث عن وسيلة سياسية لبدء التحرك نحو تحقيق طموح الشعب السوري. وقال فوزي إنه من المحتمل أن يلتقي الإبراهيمي الرئيس مرسي لإطلاعه على نتائج زيارته إلى دمشق، وأوضح أنه سيلتقي الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وأعضاء اللجنة الرباعية المعنية بالوضع في سوريا، وذلك قبل مغادرته إلى نيويورك للقاء عدد من رؤساء العالم والوفود المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولقاء الأمين العام للمنظمة بان كي مون للتشاور بشأن الوضع في سوريا على ضوء زيارته لدمشق. وقال فوزي إن من المقرر أن يبدأ المبعوث الدولي -بعد زيارته للأمم المتحدة- جولة مطولة في عدة دول بالمنطقة، خاصة دول جوار سوريا والدول التي لها نفوذ في المنطقة من أجل التباحث بشأن الأزمة السورية واستعراض وجهة نظرها بشأن التطورات فيها. " الإبراهيمي أكد أنه لا يحمل معه خطة للحل "في الوقت الراهن"، وأوضح أنه سيعمل على وضعها بعد الاستماع إلى الأطراف الداخلية والإقليمية والدولية " فشل المهمة وفي رد فعل للجيش السوري الحر عقب الزيارة الأولى للإبراهيمي إلى سوريا، قال رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب العقيد عبد الجبار العكيدي لوكالة الصحافة الفرنسية إن الإبراهيمي "سيفشل كما فشل الموفدون الذين سبقوه، لكننا لا نريد أن نكون سبب هذا الفشل". وأجرى قادة من الجيش الحر أمس الأحد حوارا عبر سكايب مع الإبراهيمي. وأشار العكيدي إلى أنه شارك في الحوار إلى جانب المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل العقيد قاسم سعد الدين، ورئيس المجلس العسكري في دمشق العقيد خالد حبوس. وأوضح أن البحث تناول "الوضع العام في سوريا، لا سيما التدمير الذي يتسبب به النظام"، معربا عن اعتقاده بأن الإبراهيمي لا يحمل معه خطة لوضع حد للنزاع المستمر منذ أكثر من 18 شهرا. وكان الإبراهيمي أكد بعد لقائه الرئيس الأسد في دمشق أنه لا يحمل معه خطة للحل "في الوقت الراهن"، مشيرا إلى أنه سيعمل على وضعها بعد الاستماع إلى الأطراف الداخلية والإقليمية والدولية. اتهامات لتركيا من جانب آخر اتهمت سوريا جارتها تركيا بالسماح بتسلل "آلاف الإرهابيين" إلى أراضيها، وذلك في رسالتين متطابقتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن. واعتبرت دمشق أن الحكومة التركية "سمحت بدخول الآلاف من إرهابيي القاعدة والتكفيريين والوهابيين ليمارسوا جرائمهم بقتل السوريين الأبرياء وتفجير ممتلكاتهم ونشر الفوضى والخراب". ووجه وزير الخارجية السوري وليد المعلم رسالتين متطابقتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والسفير الألماني بيتر فيتيغ الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، جاء فيها أن الحكومة التركية "تقوم بدعم العناصر الإرهابية وتفتح أمامها مطاراتها وحدودها مع سوريا لتقوم بأعمالها الإرهابية ضد الشعب السوري". واعتبرت الرسالة ذلك "انتهاكا صارخا للقانون الدولي وقواعد حسن الجوار". مؤتمر شامل وفي دمشق أطلق عدد من الأحزاب والقوى الوطنية أمس الأحد مبادرة تتضمن دعوة كل القوى والفعاليات والأحزاب في الداخل والخارج لعقد مؤتمر وطني شامل للمعارضة لتحقيق حوار دون أي شروط أو تصورات مسبقة، والعمل على إيقاف نزيف الدم والحفاظ على وحدة سوريا وشعبها وترابها. وأكدت الأحزاب والقوى المشاركة -في بيان ذكر خلال مؤتمر صحفي عقد بدمشق- أن هذه المبادرة تأتي محاولة لرفض احتكار التمثيل بالنسبة للمعارضة السورية ومن منطلق الحرص على توحيد الجهود للقوى المعارضة. وأشار البيان إلى اتفاق الأحزاب والفعاليات الموقعة -التي وصلت إلى 24- على رفض التدخل الخارجي بكل أشكاله والحفاظ على السيادة الوطنية والدولة السورية، ورفض كل أشكال الصراع المسلح، وتحقيق السلم الأهلي والانتقال إلى نظام ديمقراطي تعددي. اخبارية نت – الجزيرة نت