بعد تدفق الشباب مجددا عليها قال سكان من منطقة كيسمايو الساحلية بالصومال إن مئات من مقاتلي حركة الشباب المجاهدين عادوا إلى معقلهم السابق بالمدينة، الأمر الذي عزز المخاوف من مواجهة دامية بينهم وبين القوات المتقدمة للاتحاد الأفريقي. وقال السكان إن المتمردين الذين يرتبطون بتنظيم القاعدة قاموا بتجنيد مقاتلين من عدة مناطق نائية في جنوبي الصومال ووصلت التعزيزات في قوافل من شاحنات عليها مدافع رشاشة وبدؤوا بناء دفاعات لهم. والصومال هي بؤرة الجهود التي تقودها الولاياتالمتحدة لمحاربة حركة الشباب وهي أقوى المليشيات الصومالية على مدى عقدين من الصراع في منطقة غير مستقرة. ووصلت تعزيزات حركة الشباب إلى كيسمايو بعد يوم من قول سكان محليين إن قادة المليشيا انسحبوا تاركين عددا صغيرا من المقاتلين للدفاع عن المعقل. وقال فرح روبل -وهو صاحب محل لبيع اللحوم- إن مقاتلي الشباب "ملؤوا القواعد والمعسكرات التي تركوها في الأيام القليلة الماضية". وأضاف "إننا خائفون ويبدو الشباب عازمين على القتال من أجل كيسمايو". وترددت شائعات في أزقة كيسمايو بأن أحد القادة العسكريين الكبار الثلاثة للمقاتلين موجود الآن في المدينة. وأفاد إسماعيل سوجو -وهو أحد السكان- بأن الشباب قامت بتجنيد مقاتلين من مناطق باي وباكول وشابيل السفلى المجاورة. بينما قال ساكن ثان إن التعزيزات أتت من "أجزاء أخرى من البلاد". وكانت قوات كينية قد اجتاحت في وقت سابق من هذا الأسبوع عدة مواقع للمتشددين إلى الشمال والجنوب الغربي من كيسمايو وأصبحت على مسافة خمسين كيلومترا من ثاني أكبر مدينة في الصومال. بالمقابل أكد المتحدث العسكري الكيني العقيد سايروس أوجونا أن الهجوم النهائي على كيسمايو حتمي، داعيا -في اتصال هاتفي مع رويترز- إلى "توخي الحذر فالطريق تتناثر فيه المتفجرات ومع ذلك فإنه سيحدث وستسقط كيسمايو". استسلام مقاتلين وكان الاتحاد الأفريقي قد حث مقاتلي حركة الشباب على إلقاء أسلحتهم. وقال الجنرال سيمون كارانجا -نائب رئيس قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال "أميسوم"- "اتصل بنا عدد منهم بالفعل مشيرين إلى رغبتهم في الكف عن القتال وقد طمأناهم على سلامتهم إذا سلموا أنفسهم لقواتنا". وقالت حركة الشباب إن كيسمايو (نحو 500 كيلومتر إلى الجنوب من العاصمة مقديشو) كانت هادئة وإن محطتها الإذاعية -راديو الأندلس- عادت إلى البث يوم الثلاثاء بعد توقف. وقالت وكالة الأممالمتحدة للاجئين إن نحو أربعة آلاف مدني فروا من كيسمايو منذ يوم الاثنين. وقال سكان يوم الأربعاء إن الشباب تحاول منع السكان من الفرار من المدينة. وذكر سوجو -وهو أحد السكان- أن "الشباب تلجأ إلى المساجد وتأمر الناس بالقتال وقالوا إن على المسلمين واجب القتال". وقال نور حسين -وهو واحد آخر من السكان- إن "الشباب يقولون في المساجد يجب على المسلمين جميعا الانضمام إلى الجهاد لأن القوات الكينية سوف تغتصب زوجاتكم وأخواتكم وتنهب ممتلكاتكم". وقد أرسلت كينيا قوات إلى الصومال التي تقع على حدودها الشرقية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي للمساعدة في سحق المتمردين الصوماليين ومن المتوقع أن يقود الكينيون قوات أميسوم في هجوم نهائي على المدينة الساحلية. اخبارية نت الجزيرة نت