ارتفع إلى 76 على الأقل عدد ضحايا العاصفة ساندي التي ضربت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وفي وقت تفقد الرئيس باراك أوباما المناطق المنكوبة وتعهد بالوقوف إلى جانب ضحايا الفيضانات، تحاول ولايتا نيويورك ونيوجيرسي نفض غبار العاصفة والعودة إلى الحياة من جديد. وقضى 42 قتيلا بولاية نيويورك، وتسعة في نيوجيرسي، وستة في بنسلفانيا، وستة في فرجينيا الغربية، وخمسة في كونيتيكت، وأربعة في فرجينيا، واثنان في كارولاينا الشمالية، وقتيل في تورنتو بكندا. وبعد تعليق حملته لليوم الثالث على التوالي للإشراف على عمليات الإغاثة من الكارثة رغم اقتراب موعد الانتخابات، أكد أوباما -الذي رافقه الحاكم الجمهوري لنيوجيرسي كريس كريستي- وقوفه إلى جانب المنكوبين ودعمه لهم. ورفض أمام مجموعة من الأشخاص -الذين تم إجلاؤهم إلى أحد الملاجئ- أي بيروقراطية، مؤكدا العمل "بحيث تحصلوا على المساعدات بأسرع ما يمكن". وكان أوباما جال في وقت سابق الأربعاء على متن مروحية برفقة كريستي فوق الساحل الأطلسي للولاية المتضررة من العاصفة. وأخذت مظاهر الحياة تعود إلى حالتها الطبيعية ببطء أمس في الساحل الشرقي بعد انحسار العاصفة، بيد أن أكوام الدمار والحطام التي خلفتها وراءها أوضحت أنه لا يزال هناك الكثير من العمل لإنجازه. وفيما كانت العديد من البلدات والمدن على الساحل الشرقي مشلولة بعد مرور العاصفة ساندي الاثنين، استأنفت الحافلات خدمتها في شوارع نيويورك وأعلن الحاكم أندرو كومو أن حركة قطارات الأنفاق ستستأنف على نطاق ضيق اليوم الخميس. عودة الحياة وقال رئيس مجلس إدارة الشركة المشغلة لقطارات نيويورك التي يستقلها أكثر من خمسة ملايين شخص يوميا، إن 14 خطا من خطوط القطارات ال23 تعمل غدا بشكل طبيعي على أن يتم تشغل الخطوط الباقية خلال الأيام المقبلة. أما مطار لاغوارديا الوطني فقد أعلنت هيئة إدارة مطارات نيويورك أنه يستأنف العمل بشكل "محدود" الخميس. ويشير آخر إحصاء إلى أن 19500 رحلة ألغيت بسبب ساندي. كما فتح مجلس الأمن الدولي أبوابه مجددا بعدما شملته الفيضانات من "ايست ريفر". ورغم هذا التحسن فإن أقساما كبرى من نيويورك بينها ناطحات سحاب عدة في مانهاتن بقيت من دون كهرباء في حين لا تزال المدارس مغلقة لبقية أيام الأسبوع. وقرر مستشفى بيلفيو شرقي مانهاتن أمس إجلاء المرضى ال500 المتبقين فيه بسبب الأضرار التي ألحقتها به العاصفة. وتعد هذه المستشفى الثانية التي تنقل مرضاها إلى مستشفيات أخرى بعدما قامت عناصر من قوات الحرس الوطني بنقل عشرات المرضى من مستشفى نيويورك الجامعي. والحملة الانتخابية التي علقت خلال أيام العاصفة، استؤنفت في مراحلها الأخيرة استعدادا لانتخابات 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري. الانتخابات مجددا واستأنف المرشح الجمهوري مت رومني حملته في ولاية فلوريدا التي تعتبر من الولايات الحاسمة، وقال أمام حشد ضم حوالي ألفي شخص في مطار في تامبا "إذا كان لديكم دولار أو اثنان إضافية، رجاء تبرعوا بها وأبقوا الناس الذين تضرروا من العاصفة في أفكاركم وصلواتكم". في الأثناء قالت وزارة الطاقة الأميركية إن ثلاثة مفاعلات للطاقة النووية في شمال شرق البلاد ظلت مغلقة في أعقاب العاصفة ساندي. كما قالت الوزارة إن ستة ملايين شخص من عملائها لا يزالون من دون كهرباء في تلك المنطقة التي غمرتها المياه. ويوجد نحو ثلثي هؤلاء في نيوجيرسي ونيويورك. وأضافت أنه بالإضافة إلى المحطتين النوويتين في نيويورك والثالثة في نيوجيرسي التي تم إغلاقها، هناك محطتان أخريان تعملان بطاقة تشغيل مخفضة. وانتشر حوالي عشرة آلاف عنصر من الحرس الوطني في الولايات المنكوبة لمساعدة السلطات المحلية على إجلاء الناجين العالقين وإزالة الأنقاض وتقييم الأضرار من الجو، كما أعلنت وزارة الدفاع (بنتاغون). وتشير التقديرات الأولية إلى أن الأضرار الناجمة عن العاصفة ساندي تتراوح بين سبعة و15 مليار دولار.