أقرباؤه يرفضون والسلطة تتعهد بالشفافية بدأت السلطة الوطنية الفلسطينية باتخاذ إجراءات على الأرض لفتح قبر الزعيم الراحل ياسر عرفات وفحص رفاته نهاية الشهر الجاري استكمالا للتحقيقات بشأن وفاته الغامضة يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني، في وقت تعهدت الرئاسة الفلسطينية بكشف كل الحقائق التي يتم التوصل لها في إطار تلك التحقيقات. وأفادت مراسلة الجزيرة في فلسطين جيفارا البدري بأن الإجراءات التمهيدية لفتح قبر عرفات بدأت فعليا صباح اليوم حيث قام عمال في مقر الرئاسة بوضع سواتر حول ضريح الزعيم الفلسطيني الراحل في خطوة أولية. وأضافت المراسلة أن توفيق الطيراوي رئيس اللجنة الفلسطينية للتحقيق في وفاة عرفات أكد فعلا بدء الإجراءات العملية تمهيدا لفحص رفات عرفات استكمالا لما توصل إليه تحقيق شبكة الجزيرة، الذي بث في يوليو/تموز الماضي وكشف عن وجود كميات عالية من مادة البولونيوم السامة في ملابس وأغراض شخصية كان عرفات يستعملها قبل وفاته في مستشفى بيرسي العسكري بفرنسا. ولم يحدد الطيراوي موعد استخراج الرفات لكنه أكد أن ذلك سيتم بحضور كافة الأطراف المعنية بالتحقيق، ومن بينها وفد من معهد الفيزياء الإشعاعي في المركز الطبي الجامعي بسويسرا الذي شارك في تحقيق الجزيرة، ومحققون جنائيون فرنسيون وخبراء روس إلى جانب مسؤولين فلسطينيين. وأوضح الطيراوي أن الخلافات التي أثيرت قبل أيام بين اللجنة الفرنسية -التي تشكلت على خلفية دعوى قضائية رفعتها أرملة الراحل عرفات أمام محكمة فرنسية- ونظيرتها الفلسطينية بشأن فحص رفات عرفات باتت في طريقها للحل. وكشفت مصادر فلسطينية قبل يومين أن الخلافات مع لجنة التحقيق الفرنسية تدور حول ما سمتها مسائل سيادية بسبب رفض اللجنة الفرنسية الموافقة على إطلاع الجانب الفلسطيني على تفاصيل عملها قبل البدء به. وكانت اللجنة الفرنسية قد أبلغت نظيرتها الفلسطينية أن القوانين الفرنسية تحظر عليها إشراك أي جهة أخرى في أعمال التحقيق. كما أبلغتها باعتزامها التحقيق مع شخصيات فلسطينية مرموقة، وهو ما رفضه الجانب الفلسطيني. تعهد رئاسي وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد تعهد أمس الأحد في الحفل التأبيني بمناسبة الذكرى الثامنة لوفاة عرفات بإعلان أي حقائق جديدة تتعلق بسبب وفاته، واعتبر أن هذه القضية "أكبر وأهم من أن تكون فرقعة إعلامية كما فعلت الجزيرة"، في إشارة لتحقيق شبكة الجزيرة. وقال عباس في الحفل التأبيني الذي أقيم في رام الله إن لجانا تشكلت من أجل التحقيق في وفاة عرفات منذ ثماني سنوات، مشيرا إلى أن السلطة أولت اهتماما بما توصل إليه معهد سويسري في إطار تحقيق الجزيرة وأجرت محادثات مع السويسريين ووفد فرنسي والحكومة الروسية بهذا الشأن. وأوضح الرئيس الفلسطيني وجود "تنسيق تام واتصالات" بمحققين فرنسيين وبخبراء من الحكومة الروسية لفتح ضريح عرفات للتحقيق في سبب وفاته. وأعرب عن أمله في أن "تظهر حقائق جديدة سنعلنها مباشرة لشعبنا وللرأي العام". وفي مقابل مضي السلطة نحو فتح قبر عرفات، يرفض أقرباء للراحل ذلك المسعى حيث كانت شقيقة الزعيم الراحل أرسلت طلبا رسميا إلى المدعي العام الفلسطيني بعدم فتح قبر شقيقها لأي سبب كان، وهو ما جدد تأكيده ناصر القدوة رئيس مؤسسة ياسر عرفات وابن شقيقة الزعيم الراحل. وقال القدوة خلال مهرجان تأبيني آخر أقيم مساء السبت في رام الله، "مؤخرا خرج علينا البعض بفكرة بغيضة هي نبش قبر الرئيس الراحل وتدنيس قبره والمساس برمزيته"، واعتبر أن الفكرة "غير مقبولة بالنسبة لنا ولا مبرر لها". واعتبر القدوة أن المطلوب ليس مزيدا من الأدلة بل محاسبة القتلة واتخاذ موقف سياسي، موضحا أن الجميع بات مدركا تماما أن "القائد المؤسس تم اغتياله من قبل إسرائيل بالسم، والشواهد والدلائل كانت كثيرة، وتضمنت قرارات رسمية من الحكومة الإسرائيلية بإزاحة عرفات". اخبارية نت – الجزيرة نت