تجددت المواجهات اليوم الجمعة في مدينة بن قردان جنوبي تونس بين قوات الشرطة ومحتجين يطالبون بإعادة فتح معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا، والذي يعتبر شريان الحياة الرئيسي للمدينة، حيث يعمل جل السكان في التجارة بين البلدين. ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان أن قوات الأمن التي عادت اليوم إلى المدينة بتشكيلات أكبر، أطلقت الرصاص في الهواء والقنابل المدمعة لتفريق عدد من المحتجين، ولاحقت بعض الأفراد في شوارع وسط المدينة. وقام المحتجون خلال الليلة الماضية بحرق مركز للأمن وإطلاق عدد من الموقوفين كانوا داخله، ومركز للجمارك وعدد من السيارات، مما اضطر عناصر الأمن للانسحاب من المدينة التي انتشر فيها الجيش لتولي الأمن وحماية المؤسسات العامة والأملاك الخاصة. وقد تظاهر أمس الخميس مئات من سكان المدينة مطالبين بفتح المعبر في ظل إضراب عام دعا إليه الاتحاد العام التونسي للشغل احتجاجا على غياب التنمية وارتفاع البطالة بالمنطقة، قبل أن تتطور الاحتجاجات إلى أعمال عنف ومواجهات مع رجال الشرطة. وبعد نحو شهر من الإغلاق أعادت السلطات التونسية والليبية أمس الخميس فتح المعبر بعد زيارة أداها الاثنين رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي إلى ليبيا، لكن سرعان ما أغلق مجددا بسبب التوتر الأمني. وكان الجانب الليبي أغلق المعبر في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الماضي بسبب شكاوى من مواطنين ليبيين قالوا إنهم تعرضوا لاعتداءات في تونس. وتأتي الاحتجاجات في بن قردان في سياق توترات اجتماعية ما فتئت تندلع بين الحين والآخر في بعض المناطق التونسية على غرار سيدي بوزيد وسليانة، مما يهدد -بحسب الخبراء- التعافي الاقتصادي النسبي الذي تحقق خلال العام الماضي. اخبارية نت – الجزيرة نت