قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن بلاده تملك "دليلا قويا" على استخدام النظام السوري أسلحة كيمياوية، وجاء ذلك فيما أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن الفحوص التي أجريت على مصابين سوريين يعالجون في تركيا تشير إلى استخدام تلك الأسلحة. وندد كيري في حوار عبر الإنترنت نظمته مجموعة غوغل وشبكة إن بي سي ووزارة الخارجية أمس الجمعة، ب"الخيارات الرهيبة" التي قام بها نظام الرئيس السوري بشار الأسد عبر قتله ما بين سبعين ألفا ومائة ألف شخص من شعبه، ولجوئه إلى غازات قال إن بلاده تملك "دليلا قويا على استخدامها. وتشكل تصريحات كيري -الذي عاد لتوه من جولة شملت موسكو وروما وتركزت على الملف السوري- خطوة إضافية في تصريحات الإدارة الأميركية حول قضية الأسلحة الكيمياوية في النزاع السوري. ورجح البيت الأبيض في وقت سابق أن يكون استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا صنيعة النظام وليس المقاتلين المعارضين، ووعد الرئيس باراك أوباما في نهاية أبريل/نيسان الماضي بإعادة تقييم "للخيارات" الأميركية في شأن سوريا في حال ثبت أن دمشق تجاوزت الخط الأحمر واستخدمت السلاح الكيمياوي. غير أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تحدث الخميس عبر شبكة إن بي سي نيوز عن تجاوز سوريا "منذ فترة طويلة" للخط الأحمر، وقال إن مخابرات بلاده حصلت على معلومات تفيد بإطلاق النظام السوري مائتي صاروخ، وأكد أن أنقرة ستقدم ما تجمع لديها من معلومات بشأن هذا الملف إلى مجلس الأمن الدولي. من جانبه أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس الجمعة أن الفحوص التي أجريت على مصابين سوريين يعالجون في تركيا تشير إلى استخدام قوات النظام السوري أسلحة كيمياوية. وقال في تصريحات أدلى بها أثناء زيارته للأردن إن الفحوص كشفت عن بعض المؤشرات فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيمياوية، وأضاف "لكن من أجل التأكد والتحقق من ذلك نواصل تلك الفحوص، وسوف نتبادل (نتائج) هذه الفحوص مع وكالات الأممالمتحدة". في السياق أرسلت تركيا فريقا من ثمانية خبراء إلى الحدود مع سوريا لفحص ضحايا أصيبوا جراء الصراع، بحثا عن آثار استخدام أسلحة كيمياوية وبيولوجية. وبدأت تركيا الأسبوع الماضي فحص عينات دماء من مصابين سوريين نقلوا عبر الحدود للعلاج، لتحديد ما إذا كانوا ضحايا هجوم بأسلحة كيمياوية. وقالت صحيفة ستار التركية المقربة من الحكومة أمس إن معهد الطب الشرعي عثر على آثار الريسين، وهو مادة شديدة السمية يمكن استخدامها في الحرب الكيمياوية، كما تفحص عينات مأخوذة من ضحايا عانوا من مشكلات في التنفس بمحافظة إدلب السورية. يذكر أن لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا قالت الاثنين الماضي إنها لم تتوصل إلى نتائج قاطعة تثبت استخدام أي من طرفي النزاع السوري أسلحة كيمياوية. ويتبادل النظام والمعارضة الاتهام بشأن ثلاث هجمات بالأسلحة الكيمياوية، وقعت إحداها قرب حلب والثانية قرب دمشق في مارس/آذار الماضي، أما الثالثة فوقعت في حمص في ديسمبر/كانون الأول الماضي. اخبارية نت – الجزيرة نت