قال مسؤولون دفاعيون أميركيون أمس الأحد إن "نيميتز" حاملة الطائرات الأميركية التي تعمل بالطاقة النووية، وسفنا أخرى في مجموعتها القتالية اتجهت غربا صوب البحر الأحمر للمساعدة في دعم هجوم أميركي محتمل على سوريا، وذلك فيما أطلق الرئيس الأميركي باراك أوباما حملة لإقناع البرلمانيين المترددين بالموافقة على ضرب سوريا. ونقلت وكالة رويترز عن أحد المسؤولين قوله إنه لا توجد أوامر محددة لمجموعة "نيميتز" القتالية التي تضم أربع مدمرات وطرادا بالإبحار إلى شرق البحر المتوسط في المرحلة الحالية ولكنها تبحر غربا في بحر العرب حتى يمكنها أن تقوم بذلك إذا طلب منها. وفي الوقت الذي لم يُعرف فيه بعد متى ستدخل هذ السفن البحر الأحمر، قال المسؤول ذاته إن "الأمر يتعلق بالاستفادة من العتاد بجعله جاهزا إذا كانت هناك حاجة للاستعانة بقدرات المجموعة القتالية للحاملة ووجودها". وكانت مجموعة "نيميتز" موجودة في المحيط الهندي لدعم العمليات الأميركية في أفغانستان، ولكن كان من المقرر أن تبحر شرقا حول آسيا، ثم تعود إلى مينائها في ايفريت بواشنطن بعد أن حلت محلها في الأيام الأخيرة حاملة الطائرات "هاري أسترومان". تغيير طريق وقال المسؤولون إنه في ضوء الوضع في سوريا قرر المسؤولون العسكريون الأميركيون تغيير طريق "نيميتز" وإرسالها غربا صوب البحر الأحمر وربما للبحر المتوسط. كما أرسلت البحرية الأميركية أيضا سفينة الإنزال البرمائي "سان أنطونيو" التي تحمل 300 جندي من مشاة البحرية ومعدات اتصال ضخمة للانضمام إلى المدمرات الخمس. وقال مسؤول ثان لرويترز إنه طلب من "سان أنطونيو"، أن تعمل كقاعدة تجمّع متقدمة يمكن استخدامها كقاعدة مؤقتة لقوات العمليات الخاصة إذا تم الاحتياج لها ويمكن أيضا أن تساعد في عمليات الإجلاء. وقد ضاعفت البحرية الأميركية وجودها في شرق البحر المتوسط خلال الأسبوع الأخير مضيفة بشكل فعلي مدمرتين للمدمرات الثلاث الموجودة في المنطقة بشكل عام، ويقول مسؤولون إن المدمرات الخمس تحمل في المجمل نحو مائتي صاروخ توماهوك. وقد أجل أوباما السبت الماضي ضربات وشيكة بصواريخ كروز من خمس مدمرات موجودة قبالة الساحل السوري وقرر السعي للحصول على موافقة الكونغرس في خطوة أوقفت بشكل فعلي أي هجوم لمدة تسعة أيام على الأقل. ويعطي هذا التأجيل المخططين العسكريين مزيدا من الوقت لإعادة تقييم السفن والأسلحة الأخرى التي سيتم الحفاظ عليها في المنطقة. حملة تعبئة يأتي ذلك في الوقت الذي أطلق أوباما حملة تعبئة مكثفة لإقناع أعضاء الكونغرس المترددين بالموافقة على قراره توجيه ضربة عسكرية إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، كما أفاد مسؤول كبير في البيت الأبيض أمس الأحد. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول طلب عدم ذكر اسمه أن الرئيس أوباما ونائب الرئيس جو بايدن، وكبير موظفي البيت الأبيض ضاعفوا جميعا عدد المكالمات الهاتفية مع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس. وأضاف أنه "في كل المكالمات واجتماعات الإحاطة نكرر الحجة الأساسية نفسها: إذا لم نفعل شيئا ضد الأسد ستضعف قوة الردع للمعاهدة الدولية لحظر استخدام الأسلحة الكيميائية وهذا قد يشجع الأسد وحليفيه الأساسيين -حزب الله وايران- الذين سيرون أن انتهاكا صارخا إلى هذا الحد للقواعد الدولية لا تترتب عليه أي تبعات". ومن المنتظر أن يستقبل أوباما في البيت الأبيض السيناتور الجمهوري جون ماكين، الذي قال الأحد إنه غير واثق مما إذا كان سيدعم قرار توجيه ضربة محدودة إلى نظام الأسد، علما بأنه يطالب بتدخل عسكري واسع النطاق. وأضاف المصدر أن البيت الأبيض سيجري الاثنين سلسلة اتصالات هاتفية فردية بأعضاء في الكونغرس، إضافة إلى اجتماع مع برلمانيين ديمقراطيين.