أشاد الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الأربعاء بدعم روسيا لبلاده، وذلك أثناء استقباله سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي الذي اتهم المعارضة المسلحة بالضلوع في الهجوم الكيميائي على الغوطة. فيما أبدى فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري ثقته بأن مجلس الأمن الدولي لن يصدر قرارا لنزع الترسانة الكيميائية السورية تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الأسد عبّر خلال لقائه ريابكوف في دمشق عن تقديره لمواقف روسيا المساندة لسورية في مواجهة ما تتعرض له من "هجمة شرسة وإرهاب تكفيري"، موضحا أن تلك المواقف "تبعث على الأمل" في رسم خارطة جديدة للتوازن العالمي. وقال ريابكوف بعد محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن مواد جديدة سلمها النظام السوري لروسيا تثبت ضلوع مسلحي المعارضة في الهجوم الكيميائي، مضيفا أن موسكو شعرت بخيبة أمل من تقرير الأممالمتحدة بشأن الهجوم الكيميائي. وقال مدير مكتب الجزيرة في موسكو زاور شوج إن زيارة ريابكوف لدمشق كانت مفاجئة، لافتا إلى غياب أية تفاصيل عن الأدلة التي سلمها النظام السوري لروسيا بشأن استخدام المعارضة للأسلحة الكيميائية، وأضاف أن تصريحات ريابكوف لم تحمل جديدا، إذ قدمت الإدارة الروسية مرارا تصريحات مشابهة. وفي هذا السياق، أعلن رئيس فريق مفتشي الأممالمتحدة أكي سيلستروم اليوم أن المحققين في استخدام الأسلحة الكيميائية سيعودون إلى سوريا قريبا للتحقق من الاتهامات المتبادلة بين المعارضة والنظام، غير أنه لم يحدد موعدا لذلك. الفصل السابع على صعيد آخر، قال نائب وزير الخارجية السوري -ردا على سؤال بشأن احتمال وضع قرار تحت الفصل السابع- "نعتقد أنه لن يستخدم بتاتا"، مضيفا أنه لا مبرر لذلك وأن الاتفاق الروسي الأميركي لا يتضمن أي إشارة إلى هذا الأمر. ونظرا لاتساع الخلاف بين واشنطنوموسكو بشأن تفسير اتفاق تدمير الأسلحة الكيميائية السورية، أجلت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن أمس اجتماعها بهذا الشأن إلى اليوم الأربعاء، وذلك بعد ساعة من المشاورات المغلقة الليلة الماضية. وبينما تصر واشنطن على أن تحمل مسودة مشروع القرار الخاص بسوريا إشارة واضحة للفصل السابع، بحسب تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جينيفر بساكي، ترى موسكو بحسب وزير خارجيتها سيرغي لافروف أن القرار "لن يكون بموجب الفصل السابع". أما الموقف الصيني فما زال غامضا، إذ رفض المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي التعليق على ما إذا كانت بلاده ستؤيد قرارا بموجب الفصل السابع، واكتفى بتكرار موقف الصين المؤيد لإيجاد حل سياسي للأزمة مع التخلص من الأسلحة الكيميائية في إطار مجلس الأمن. موقف أوباما وفي الأثناء، نقلت وكالة رويترز عن الرئيس الأميركي باراك أوباما قوله لشبكة تلفزيون "تيليموندو" الناطقة بالإسبانية "لا يغيب عن الذهن أنه من الصعب للغاية تصور أن تخمد الحرب الأهلية في سوريا إذا كان الأسد باقيا في السلطة". وأضاف أوباما أنه "ما زال يهدف إلى تحول يخرج فيه الأسد من السلطة على نحو يحمي الأقليات الدينية في سوريا ويضمن ألا تصبح للمتطرفين الإسلاميين اليد الطولى داخل البلاد". وبحسب الوكالة ذاتها فإن الرئيس الأميركي أوضح أن الخطوة الأولى بالنسبة له تتمثل في ضمان أن يكون بمقدور واشنطن التعامل مع مسألة الأسلحة الكيميائية. وبالنسبة للخطوة الثانية، قال أوباما إنها ستتمثل في الحوار مع كل الأطراف المعنية بالأزمة السورية والبلدان التي تساند سوريا، مثل روسيا، لوضع نهاية لما يحدث.