شكك الرئيس السوري بشار الأسد في إمكانية انعقاد مؤتمر جنيف 2 الرامي لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من سنتين ونصف السنة، معتبرا أن ظروف نجاحه غير متوفرة، في حين تجتمع مجموعة "أصدقاء الشعب السوري" في لندن اليوم لإقناع المعارضة بالمشاركة في هذا المؤتمر. وأوضح الأسد في حديث أمس إلى قناة "الميادين" -التي تتخذ من بيروت مقرا- أنه لا يوجد موعد ولا توجد عوامل تساعد على انعقاد المؤتمر في الوقت الحاضر. وسأل في إشارة إلى المعارضة المدعوة للمشاركة في جنيف 2 "من تمثِّل؟ هل تمثِّل شعباً؟ هل تمثِّل جزءاً من الشعب؟ ما هو الدليل على ذلك؟". وعن موقف النظام السوري من حضور المؤتمر، أكد الأسد مشاركة النظام في المؤتمر الذي أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أنه سيعقد يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وكان وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف اقترحا في مايو/أيار الماضي عقد هذا المؤتمر بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة، سعيا للتوصل إلى حل للأزمة السورية. وعن موقفه من الترشح في انتخابات الرئاسة المقبلة، أوضح الأسد في المقابلة أنه لا مانع لديه من الترشح للانتخابات المقررة منتصف العام القادم. وأضاف أن ترشحه يستند إلى نقطتين، الأولى هي الرغبة الشخصية، والثانية هي الرغبة الشعبية، مبينا أنه بالنسبة للنقطة الأولى فلا يرى أي مانع. وتابع أنه من المبكر التحدث عن "الرغبة الشعبية"، معتبرا أنه لا يمكن البحث فيها إلا في الوقت الذي يتم فيه الإعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية. من جهته اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن بقاء الأسد في السلطة سيطيل أمد الحرب، وأن تنحي الأخير يشكل مطلبا أساسيا للمعارضة والدول الغربية الداعمة لها. وكان كيري قد حذر أمس خلال مؤتمر صحفي في باريس من أن "الحرب لن تنتهي إذا بقي الأسد موجودا في السلطة"، لافتا إلى أن المعارضة لن تقبل ببقاء الأسد في السلطة. وفي الشأن نفسه، اتهم المتحدث باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لؤي صافي الولاياتالمتحدة بأنها لا تتخذ موقفا حازما من نظام الأسد، وأضاف في مقابلة سابقة مع الجزيرة أن الأسد يبدو مرتاحاً بعد التفاهم الروسي الأميركي بشأن السلاح الكيميائي السوري، رغم أن واشطن تؤكد أنه ليس هناك مكان للأسد في سوريا المستقبل. أصدقاء سوريا وفي تطور متصل تشهد العاصمة البريطانية، لندن اجتماعا لدول مجموعة أصدقاء سوريا في وقت لاحق اليوم. وأفاد مراسل الجزيرة في لندن بأن وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سيضم رئيس الائتلاف أحمد الجربا ونوابه الثلاثة فاروق طيفور وسهير الأتاسي وسالم المسلط، إضافة إلى الأمين العام للائتلاف بدر جاموس. وتشير المعلومات إلى أن مجموعة أصدقاء سوريا وخاصة الغربيين والعرب سيعملون على إقناع المعارضة السورية بالمشاركة في مؤتمر جنيف 2. من جهة أخرى كان من المقرر أن يبدأ الائتلاف اليوم اجتماعا لهيئته السياسية والعامة في إسطنبول لاتخاذ قرار نهائي بشأن المشاركة في جنيف 2 التي تشكل موضع تباين بين أركان المعارضة، إلا أن الاجتماع أرجئ إلى الشهر القادم، بحسب ما أفاد عضو الائتلاف سمير نشار في حديث مع وكالة الأنباء الفرنسية.