ازدادت معاناة السكان في العديد من المناطق السورية المحاصرة جراء نفاد الطعام والدواء، ومن أبرز هذه المناطق مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق الذي يقطنه مئات ألوف الفلسطينيين والسوريين، وسط نقص في الغذاء والمواد الطبية، فيما أتى الدمار على 40% من مباني المخيم. وعسكريا أدى قصف بلدات في ريفي دمشق وحماة ومناطق أخرى من البلاد إلى سقوط قتلى وجرحى. ففي حي الحجر الأسود الدمشقي، قتل الأربعاء سبعة أشخاص من عائلة واحدة بقصف لقوات النظام، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وذكر المرصد من جهة ثانية أن قذائف هاون سقطت في منطقة القصاع وشارع بغداد وحي باب توما وسط العاصمة، مما تسبب بسقوط جرحى. المعارضة تهاجم من جهة أخرى قال نشطاء إن مقاتلي المعارضة شنوا هجوما على عدد من القطع العسكرية التابعة للفرقة السابعة في الغوطة الغربية للعاصمة دمشق، كما قصفوا عددا من مقرات الجيش النظامي بريف حماة، وتمكنوا من السيطرة على كامل منطقة الجزيرة السابعة بحي الوعر في حمص. وأوضح المرصد أن اشتباكات بين قوات النظام السوري وقوات المعارضة السورية اندلعت في حي "العسالي" بضواحي دمشق، بينما استهدفت قوات المعارضة "اللواء 39″ بالقرب من "عدرا" في ريف دمشق بصواريخ وقذائف محلية الصنع. وأوضحت شبكة سانا الثورة أن الجيش السوري الحر استطاع السيطرة على أجزاء من الفوج 137 في الغوطة الغربية، وتدميرَ عدد من راجمات الصواريخ والمدافعِ التي كانت تستهدف المدن والبلدات المحيطة. وقالت مصادر المعارضة إن الجيش الحر استهدف حواجز النظام وتجمعات الشبيحة على أوتوستراد دمشق درعا الدولي في حي القدم في العاصمة بعدد كبير من القذائف. وأضافت تلك المصادر أن حشودا عسكرية مؤلفة من قوات النظام مدعومة بالدبابات، كانت في محيط (التاون سنتر) عندما قصفَها الجيش الحر محققا إصابات في صفوفه. وفي حماة (وسط البلاد)، قتل أربعة أشخاص هم طفلتان وامرأة ورجل نتيجة قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة اللطامنة، حسبما قال المرصد. وفي محافظة حمص (وسط)، أفاد المرصد بمقتل 11 مواطنا بينهم نساء في قرية شلوح العلوية إثر اقتحام الكتائب المقاتلة للقرية الأربعاء. وأشار المرصد إلى أن المقاتلين انسحبوا من القرية في وقت لاحق. وكانوا قد بدؤوا هجومهم بعملية ضد حاجز للقوات النظامية في شلوح قتل فيها ستة جنود. اتهامات يأتي ذلك بينما اتهم المجلس المحلي في معضمية الشام بريف دمشق قوات النظام باعتقال ما بين 250 و300 من المدنيين كانوا بصدد الخروج قبل عدة أيام من المدينة المحاصرة في ريف دمشق، بموجب اتفاق يُشرف عليه الصليب الأحمر الدولي. وقال المتحدث باسم المجلس المحلي للجزيرة إن أربعا من الحافلات التي كانت تقل المدنيين وجهت إلى فرع المخابرات الجوية في مطار المزة العسكري المحاذي للمعضمية. وطالب المجلس الهلال الأحمر ومنظمة الصليب الأحمر الدولييْن بالالتزام بتعهداتهما بحماية المدنيين المعنيين بتلك العملية. من جهتهم ذكر ناشطون أنه تم إجلاء حوالي 800 مدني من النساء والأطفال والمسنين من مدينة معضمية الشام الثلاثاء بإشراف الهلال الأحمر السوري وبالتنسيق بين الجيش السوري الحر من جهة والنظام السوري من جهة أخرى. وكان المكتب الإعلامي للمجلس المحلي التابع للمعارضة أورد في وقت سابق في صفحته على موقع "فيسبوك" أن عدد الذين خرجوا بلغ 500 شخص.