أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون هنا اليوم عن استعداد حكومته لإصدار سند إسلامي (صك) بقيمة 200 مليون جنيه إسترليني لتصبح بريطانيا أول دولة غربية تقدم هذا النوع من الخدمات المالية الاسلامية . وأكد كاميرون خلال افتتاح أعمال المؤتمر التاسع للمنتدى الاقتصادي الاسلامي العالمي ان بورصة لندن ستصبح ابتداء من العام المقبل أول هيئة مالية غربية ستعتمد مؤشرا خاصا للأسواق الاسلامية ضمن مؤشرها العالمي (فوتسي 100) الذي يعد من أقوى مؤشرات الاسواق المالية في العالم . وشدد على ان بلاده تطمح لتصبح أكبر دولة خارج العالم الاسلامي في مجال تقديم الخدمات المالية التي تلتزم بمبادىء الشريعة الاسلامية مضيفا ان ذلك سيمكن الحي المالي للندن من الارتقاء إلى مكانة بعض المدن العربية وفي مقدمتها دبي من حيث القدرة على توفير الخدمات المالية الاسلامية واستكشاف الفرص الاستثمارية التي توفرها . وأشار كاميرون إلى ان بريطانيا ظلت دائما في مقدمة الدول الأوروبية والغربية التي شجعت على تأسيس المصارف الاسلامية كجزء من نظامها المالي مبينا ان بلاده تراعي التغيرات التي يشهدها الاقتصاد العالمي وتدرك أهمية مواكبة التحولات في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار . وأضاف ان بعض الدول تفضل الانغلاق على نفسها وترفض الانفتاح على الاخر ومد جسور التعاون موضحا ان بلاده لن تقع في تلك الأخطاء وستظل مصممة على إرساء جسور التعاون والشراكة مع العالم الاسلامي في شتى المجالات وعلى رأسها المال والأعمال . وذكر كاميرون ان الاسواق المالية الاسلامية تسجل نموا بنسبة 50 بالمئة مقارنة بنظيرتها الغربية بينما يتوقع ان تصل قيمة الاستثمارات الاسلامية العالمية إلى 3ر1 تريليون جنيه إسترليني بنهاية العام المقبل وهو ما يحتم على بريطانيا العمل على ضمان ان يتم عقد أكبر نسبة من الاستثمارات الاسلامية المستقبلية انطلاقا من لندن . وأكد ان بلاده كانت ولاتزال مفتوحة أمام الاستثمارات الخارجية وبخاصة من دول العالم الاسلامي معربا عن سعادته بعقد المؤتمر التاسع للمنتدى الاقتصادي الاسلامي العالمي في لندن لأول مرة خارج دول العالم الاسلامي . من جانبه أكد رئيس المنتدى الاسلامي الاقتصادي العالمي ورئيس وزراء ماليزيا محمد نجيب عبدالرزاق الدور الريادي الذي أصبحت تلعبه الخدمات المالية الاسلامية ضمن الاقتصاد العالمي . وقال عبدالرزاق في افتتاح أعمال المؤتمر التاسع للمنتدى الاقتصادي الاسلامي العالمي في لندن ان الاقتصاد العالمي بدأ يظهر مؤشرات قوية على تعافيه من آثار الأزمة المالية العالمية التي عصفت به أواخر عام 2008 معربا عن اعتقاده بأن الكثير من اقتصادات الدول الاسلامية أصبحت في موقع متميز لقيادة العالم نحو التعافي الاقتصادي التام من تبعات الأزمة المالية . ودعا عبدالرزاق إلى ضرورة ان تغير الدول الاسلامية من سياستها تجاه المرأة والعمل على إعطائها دورا أكبر في المجال الاقتصادي مشيرا إلى ان الدين الاسلامي أعطى المرأة دورا حيويا . بدوره دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الى أهمية إشراك الشباب في تحقيق النمو والتقدم الاقتصادي للدول الاسلامية ضمن مبادرات إرساء السلام والأمن وخاصة في منطقة تشهد اضطرابات كمنطقة الشرق الأوسط والتي تبقى بحاجة الى حل الأزمة السورية واعلان الدولة الفلسطينية . وقال العاهل الأردني في كلمته أمام المنتدى الاقتصادي الاسلامي العالمي ان للتمويل والعمل المصرفي الإسلامي دورا حيويا في الاقتصاد العالمي الحديث مشيرا إلى أن الخدمات المصرفية الاسلامية أثبتت جدارتها حتى في عز الأزمة والاضطرابات المالية . وأضاف انه بإمكان جميع المسلمين في سائر أنحاء العالم أن يشاركوا في تحقيق الازدهار العالمي موضحا ان ذلك يتطلب وجود أدوات اقتصادية بمستويات مختلفة وفي مقدمتها التحالفات العالمية وتعزيز دورالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة .