اختتمت في العاصمة البريطانية امس اعمال المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي في دورته التاسعة التي استمرت ثلاثة أيام تحت شعار (عالم متغير وعلاقات جديدة ) بمشاركة اليمن ممثلا بسفيره لدى المملكة المتحدة عبدالله علي الرضي و 2700 شخص يمثلون 128 بلدا بينهم 15 زعيما من رؤساء دول وملوك ورؤساء حكومات . وأكد سفير اليمن في المملكة المتحدة لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) على أهمية مشاركة الجمهورية اليمنية في هذا المنتدى للاستفادة من تجارب الأخرين في مجال الاقتصاد الإسلامي وتبادل الأفكار والتجارب في هذا المجال سيما في ظل الجهود التي تبذلها القيادة السياسية ممثلة بالأخ الرئيس عبده ربه منصور هادي رئيس الجمهورية والحكومة خلال هذه المرحلة لإنجاز الإصلاحات الضرورية التي تخدم الاستثمار والمستثمرين و التغلب على كافة التحديات التي تواجه اليمن. هذا وقد بحث المشاركون في هذه الدورة التي تعقد لأول مرة خارج حدود العالم الإسلامي منذ إنشاء المنتدى في عام 2006 ، سبل تطوير مجال التمويل الإسلامي ، فضلا عن تدارس النظام المالي الإسلامي والتعاملات البنكية الحديثة والتمويل الأصغر للمشاريع ودور المرأة في المجال الاقتصادي والتجاري أضافة إلى بحث التحديات الاقتصادية المستقبلية أمام العالم الإسلامي ونجاحات الدول الإسلامية في مجال الاقتصاد والتعليم. ووسط دعوات لتعزيز التعاون بين الدول الإسلامية من جانب، والدول الغربية من جانب آخر .. أعرب عدد من المسؤولين البريطانيين من بينهم رئيس الحكومة ديفيد كاميرون وعمدة مدينة لندن بوريس جونسون، عن تطلعهم إلى جعل العاصمة البريطانية واحدة من أكبر المدن العالمية في مجال التمويل الإسلامي. وكشف رئيس الوزراء البريطاني عن مشروع صكوك إسلامية ستصدرها لندن بدءا من العام المقبل، إضافة إلى مؤشر إسلامي في بورصة لندن، موضحا أن استثمارات الصيرفة الإسلامية ستبلغ 1.3 تريليون جنيه إسترليني (2.09 تريليون دولار). من جانبه أكد الدكتور أحمد محمد علي رئيس البنك الإسلامي للتنمية أن العالم لا يمكن أن ينعم بالسلام وثلث سكانه من الفقراء. وقال في كلمة له أمام المنتدى :" إن العالم لا يمكن أن يكون في سلام مع نفسه وثلث سكانه لا يجدون الغذاء الكافي والمأوى فضلا عن ارتفاع معدلات البطالة ولاسيما وسط فئات الشباب والنساء".. مطالبا بإصلاح الاقتصاد العالمي من أجل إنقاذ العالم من الاضطرابات الاقتصادية الحالية والمستقبلية. وأضاف :" من أجل تحقيق التقدم الاقتصادي العالمي ثمة ثلاثة عوامل رئيسية لا بد من أخذها في الاعتبار وهي تضييق الفجوة الاقتصادية وبناء الثقة وتعزيز دور القطاع الخاص في التنمية".. مقترحا إطارا بديلا من أجل إصلاح النظام المالي العالمي وضمان الاستقرار. وشدد رئيس البنك الإسلامي للتنمية على الحاجة إلى تطبيق منهجية التمويل والاستثمار التي تراعي المسؤولية الاجتماعية. ويعد المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي أهم مؤتمر يتحدث عن الاقتصاد الإسلامي في ضوء وصول الاستثمارات الإسلامية عالميا إلى تريليوني دولار وتتصدر بريطانيا الدول الغربية في قطاع الصيرفة الإسلامية؛ إذ تبلغ قيمة الأصول الإسلامية فيها نحو 12 مليار جنيه إسترليني، وتحتضن أكثر من 20 مصرفا دوليا للخدمات المالية الإسلامية، ستة منها تعمل تماما وفق الشريعة الإسلامية. كما تعد بورصة لندن المقر العالمي الأبرز لإصدار السندات الإسلامية «صكوك» التي بلغت قيمتها في الأعوام الخمسة الأخيرة نحو 34 مليارا توزعت على 49 إصدارا. في حين تعمل نحو 25 مؤسسة حقوقية وقانونية وفق القانون الإنجليزي في مجال تحرير العقود الإسلامية. . وتقدم 16 جامعة في بريطانيا برامج للاقتصاد الإسلامي، بما فيها جامعة كمبريدج.