بدأت الميليشيات الليبية التي أطلقت النار على المتظاهرين قبل أيام، انسحابها من العاصمة طرابلس الاثنين، بينما تقدمت وحدات الجيش لتأمين مناطقها. وأكدت وزارة الداخلية أن الأوضاع في العاصمة تحت السيطرة، في حين أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه إزاء تدهور الأوضاع السياسية والأمنية بليبيا. وقال مسؤول كبير إن مليشيات من مدينة مصراتة الساحلية التي اشتبكت مع محتجين ليلة السبت الماضي وقتلت 46 شخصا، بدأت انسحابها إلى الشرق، بما فيها وحدات من مجموعات تسمى درع ليبيا ولواء غرغور. واستقبل مواطنو طرابلس انتشار الجيش بترحيب حار، حيث أطلق السائقون أبواق سياراتهم ورسموا علامة النصر، بينما كان الجنود يتحركون ويقيمون نقاط التفتيش. وناشدت وزارة الدفاع عبر الرسائل النصية القصيرة على الهواتف النقالة وقنوات التلفزيون دعم الجيش. وقال عصام الناس المتحدث باسم غرفة العمليات المشتركة التي يشرف عليها رئيس الوزراء الليبي، إنه في الوقت الذي ينتشر فيه الجنود، بدأت مليشيات مصراتة تنسحب من أربع مناطق بالعاصمة. هدوء بطرابلس وقال عضو المجلس الأمني في البرلمان صالح جودة إن قوات مصراتة في طرابلس تراجعت الآن، وهي في منطقة بين المدينتين. وغلب الهدوء على طرابلس مع إغلاق العديد من المتاجر والمدارس والجامعات أبوابها دعما لإضراب دعا إليه الزعماء المحليون للعاصمة من أجل المطالبة برحيل مليشيات مصراتة. وانتشرت في العاصمة الليبية وحدات من الجيش والقوات الخاصة والشرطة العسكرية ومشاة البحرية بناء على أوامر وزارة الدفاع لبسط الأمن في المدينة. وأقامت القوات حواجز أمنية ونقاط تفتيش في مناطق متفرقة من العاصمة، كما شهدت منطقة غرغور التي جرت فيها الجمعة اشتباكات مسلحة أودت بحياة العشرات، عودة السكان إلى منازلهم. وباشرت فرق الصيانة أعمالها لإعادة الخدمات إلى المنطقة. الإفراج عن نوح ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير باللجنة الأمنية في المؤتمر الوطني العام قوله الاثنين إن مسلحين أفرجوا عن العقيد مصطفى نوح نائب رئيس المخابرات بعد يوم من خطفه من مطار طرابلس الدولي. وكانت مصادر أمنية قد ذكرت في وقت سابق أن نوح الذي يرأس أيضا وحدة التجسس بالمخابرات، خطف في سيارة الأحد أثناء مغادرته المطار، موضحة أنه لم يكن معه حراس آنذاك. من جهته، قال مدير مكتب الجزيرة في طرابلس عبد العظيم محمد إن ملابسات حادث الاختطاف لم تتضح بعد، لافتا إلى أن نوح لم يدل بأية تصريحات صحفية لتوضيح الموضوع. وأوضح محمد أن حركة السير في العاصمة لا تزال خفيفة، وأن المدينة تشهد تواصلا للإضراب والعصيان المدني الذي دعا إليه مجلسها المحلي (البلدي) حدادا على أرواح من سقطوا في أحداث يوم الجمعة الماضي، التي أسفرت عن مقتل أكثر من أربعين شخصا وجرح المئات. الاتحاد الأوروبي وأعرب الاتحاد الأوروبي الاثنين عن قلقه إزاء تدهور الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا، مؤكدا إدانته لأعمال العنف التي وقعت في مدينة طرابلس، ودعا جميع الأطراف إلى تجنب المزيد من إراقة الدماء والامتناع عن ارتكاب المزيد من العنف. وأكد الاتحاد التزامه بدعم السلطات الليبية مشددا على ضرورة عمل الحكومة والمؤتمر الوطني العام معا ضمن إطار مؤسسي متفق عليه استنادا إلى الإعلان الدستوري، لتحقيق انتقال سياسي سلمي وديمقراطي في ليبيا المتحدة.