تحتفل الطوائف المسيحية التي تسير بحسب التقويم الغربي اليوم الثلاثاء بأعياد الميلاد، حيث تبلغ الاحتفالات ذروتها مع قداس منتصف الليلة القادمة، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء رامي الحمد الله والوزراء وكبار المسؤولين والقناصل. وتبدأ فعاليات الاحتفالات اليوم بوصول موكب بطريرك طائفة اللاتين في فلسطين والأردن وسائر الأراضي المقدسة، فؤاد طوال، إلى مدينة بيت لحم قادما من مدينة القدس بعد الظهر وسط استقبال رسمي وشعبي واسع. وانتشر المئات من أفراد الشرطة في الساحة وقرب الكنيسة وعلى مفترقات الطرق الرئيسية لتنظيم حركة المرور وتسهيل وصول المواطنين إلى مكان الاحتفال في ساحة المهد، في حين حددت مسارات بديلة لشوارع سيتم إغلاقها طوال احتفالات اليوم وخاصة مع مرور الموكب. وهنأ الرئيس الفلسطيني في رسالة له بمناسبة حلول الأعياد، الطوائف المسيحية الفلسطينية، مؤكدا أن المسيحيين الفلسطينيين ليسوا أقلية وإنما هم جزء أصيل من الشعب الفلسطيني. وأضاف أن عقودا من الاحتلال قد تكون غيَّرت المناظر الطبيعية في فلسطين ولكنها لم تُغيِّر هويتها، مؤكدا صمود الشعب الفلسطيني فوق أرضه والحفاظ على هويته الثقافية والوطنية. ومنذ ساعات صباح اليوم بدأت الحشود بالتوافد على مدينة بيت لحم قادمة من مدن الضفة الغربية والداخل الفلسطيني، إضافة إلى القادمين من الخارج، في حين بدأت فرق الكشافة منذ الصباح استعداداتها للاحتفالات التي تنطلق عند الساعة التاسعة مساء. وإضافة إلى السياسيين الفلسطينيين، سيحضر قداس منتصف الليل مسؤولون دوليون من بينهم وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، ووزير الخارجية الروماني يتوس كورليتان ورؤساء بلديات إيطالية ورومانية، إضافة إلى كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بحسب تصريحات صحفية لرئيس بلدية بيت لحم فيرا بابون. وكانت وزيرة السياحة الفلسطينية رولا معايعة أكدت أن سلطات الاحتلال رفضت منح تصاريح دخول لعدد من وزراء الخارجية العرب للمشاركة في احتفالات أعياد الميلاد وقداس منتصف الليل. وحدة وطنية ومن جهة أخرى، تفيد تقديرات وزارة السياحة والآثار بأن عدد الوافدين إلى مدينة بيت لحم من الخارج وأراضي 1948 يومي 24 و25 من هذا الشهر سيتجاوز خمسين ألف زائر، معظمهم يشاركون في الاحتفالات ويغادرون المدينة ولا يبيتون فيها. وقال المسؤول الإعلامي بوزارة السياحة، جريس قمصية، إن جميع الغرف الفندقية بالمدينة وعددها 3980 غرفة باتت محجوزة بالكامل، مقدرا سعتها بنحو ثمانية آلاف شخص. وأوضح للجزيرة نت أن وزارة السياحة والآثار أعدت مجموعة مواد إعلامية لترويج المواقع السياحية الفلسطينية، إضافة إلى منشورات التوعية والتثقيف. من جهته، اعتبر الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية حنا عيسى أعياد الميلاد دليلا على العمق الحضاري المنفتح والمعبر عن روح فلسطين الحية "التي كانت ولا تزال وطنا للتعدد والتسامح الأصيل". ووصف في حديث للجزيرة نت أعياد الشعب العربي الفلسطيني، مسيحيين ومسلمين، بأنها أعياد وطنية تتآلف فيها القلوب، مؤكدا على الوحدة الوطنية للمسلمين والمسيحيين الذين ناضلوا سويا لدحر الاحتلال ووقفوا ضد مخططاته الهادفة لشطب قضية اللاجئين وإحلال الاحتلال على الأرض العربية الفلسطينية. وأكد عيسى تطلع المسيحيين كما المسلمين إلى أن يحل السلم الأهلي بين الفلسطينيين وتعود الوحدة الوطنية والجغرافية للشعب العربي الفلسطيني وتحديدا بين حركتي فتح وحماس.