أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية أن السفير الفلسطيني لدى جمهورية التشيك جمال الجمل قد توفي اليوم متأثرا بإصابته بجروح بليغة عقب انفجار داخل مقر السفارة في العاصمة براغ. وأكدت الخارجية الفلسطينية أن الانفجار وقع عندما كان السفير الجمل يقوم بفتح خزنة قديمة تم نقلها من مقر السفارة القديم إلى المقر الجديد. وبعد فتح الخزنة بدقائق وقع انفجار نقل على إثره السفير الجمل إلى المستشفى في حالة خطرة قبل أن يفارق الحياة. وأوضحت الوزارة أن السفارة الفلسطينية في براغ قامت بالاتصال مع الخارجية التشيكية والتي بدورها تواصلت مع أجهزة الشرطية للوقوف على مكان الحادث وأسبابه. وسمح الجانب الفلسطيني للجهات الرسمية التشيكية بمعاينة المكان والتحقق منه. وقالت الوزارة الفلسطينية إنها سترسل وفدا على مستوى كبير إلى براغ غدا للتواصل مع الجهات التشيكية الرسمية وللتعاون في التحقيقات للوقوف على أسباب الانفجار. ونعى وزير الخارجية في السلطة الفلسطينية رياض المالكي السفير المقتول نعاه وقال إنه "استشهد وهو على رأس عمله"، وإنه "كان مثالاً للدبلوماسي الناجح والمثابر في خدمة وطنه وقضيته". من جهتها قالت الشرطة التشيكية، إنه لا دليل على أن الانفجار الذي أودى بحياة السفير نجم عن اعتداء. وفي المستشفى الذي توفي فيه السفير، التقى مراسل الجزيرة نت في براغ أسامة عباس بالطبيب التشيكي دانيل لانغر الذي أشرف على السفير منذ اللحظات الأولى لوصوله للمستشفى العسكري، حيث أفاد أن الجمل فارق الحياة نتيجة الانفجار وبعد فترة قصيرة من وصوله للمستشفى، مضيفا أن الإصابة كانت في الرأس والقسم الأمامي من الجسم. الناطق باسم السفارة الفلسطينية في براغ نبيل الفحل ذكر للجزيرة نت أن السفير وعائلته كانوا انتقلوا قبل أيام للمقر الجديد للسفارة والذي يشمل منزله. واعتبر الفحل أن عملة التفجير التي استهدفت السفير عالية الدقة ولا يستطع أشخاص عاديون تنفيذها. رئيس الجالية الفلسطينية في التشيك محمد الكايد الذي تابع حالة السفير بالمستشفى أكد للجزيرة نت أن السفير قد فارق الحياة نتيجة إصابته بالتفجير. ومن جهته قال نائب رئيس الجالية الفلسطينية في التشيك عامر الفرا للجزيرة نت إن مثل هذا العملية يمكن وبشكل كبير نسبتها إلى جهاز مخابرات كبير له تاريخ في مثل هذه العمليات. وأضاف الفرا أن الجمل منذ مجيئه إلى براغ في أكتوبر/تشرين الأول الماضي وتقديمه أوراق اعتماده باشر بعقد المؤتمرات والنشاط المميز لفضح أعمال إسرائيل "العنصرية" في الأراضي المحتلة. والجمل من مواليد بيروت عام 1957، وينحدر من مدينة يافا، وهو متزوج وله ولدان وبنتان. والتحق بحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) عام 1975، وعمل مساعداً للسفير الفلسطيني في بلغاريا عام 1979. كما عمل دبلوماسياً في سفارة فلسطين لدى براغ في 1984، ثم عُين قائما بأعمال السفارة في وقت لاحق. وشغل الجمل منصب قنصل عام لدولة فلسطين في الإسكندرية للفترة من 2005- 2013، وعُين سفيراً لدولة فلسطين لدى جمهورية تشيك في أكتوبر/تشرين الأول 2013.