تمسكت إيران عام 2013 بموقفها الداعم لنظام الرئيس بشار الأسد وإنكارها الانخراط في القتال داخل سوريا. حدث ذلك قبل انتخاب الرئيس حسن روحاني وبعده. وشهدت العلاقة بين إيران وكل من السعودية واليمن حالات توتر بسبب ملفات أمنية اتهمت طهران بالوقوف وراءها. في ملف الأزمة السورية, لم يطرأ تغير جوهري على موقف إيران من أطرافها، ففي مارس/آذار الماضي انتقد حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني تسليم قطر مفاتيح السفارة السورية في الدوحة لممثل ائتلاف قوى الثورة والمعارضة. وفي الشهر التالي نفى وزير الدفاع أحمد وحيدي أن تكون بلاده أرسلت قوات عسكرية إلى سوريا، لكن شهر نوفمبر/تشرين الثاني شهد مقتل قائد في الحرس الثوري قيل إنه كان متطوعا للدفاع عن ضريح السيدة زينب في ضواحي دمشق. سياسيا أعرب الرئيس حسن روحاني في أول مؤتمر صحفي له بعد انتخابه عن رفضه "الإرهاب والحرب الأهلية في سوريا" وأي تدخل لدول أخرى فيها، كما أبدى ثقته في قدرة الأسد على تجاوز الأزمة. وقال في وقت لاحق إن أي "قوة في العالم لن تزعزع العلاقات" بين بلاده وسوريا. وفي أغسطس/آب أرسل مجلس الشورى الإيراني وفدا إلى دمشق، في لفتة تضامنية مع الأسد. ورغم قيام الموفد الدولي العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بزيارة طهران يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول ضمن إطار جولة في الدول المعنية بالأزمة السورية، وتمسك دمشق بمشاركة طهران في مؤتمر جنيف2 المرتقب في يناير/كانون الثاني 2014، فإن إيران لم تتمكن من انتزاع موافقة أميركية صريحة على مشاركتها في المؤتمر. توتر بموازاة ذلك شهدت علاقة إيرانباليمن توترا ملحوظا بعد إعلان صنعاء عن ضبط قارب في ميناء المخا يوم 4 فبراير/شباط كان ينقل صواريخ أرض-جو من طرازي سام2 وسام3 إلى الحوثيين. وبعد أيام دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي نظيره الإيراني إلى وقف ما أسماه "تسليح الحراك الجنوبي والجماعات المسلحة" في اليمن. وفي 27 مارس/آذار أعلنت السعودية عن كشف شبكة تجسس من 18 شخصا (16 سعوديا وإيرانيولبناني) تعمل لصالح إيران، وهو ما أثار حفيظة طهران "واحتجاجها الشديد". وفي 21 مايو/أيار أعلنت السعودية عن تفكيك شبكة ثانية تضم ثمانية سعوديين ولبنانيا وتركيا. بالمقابل نفت إيران أي صلة لها بهذه الشبكة. بموازاة ذلك استمر التوتر في علاقات إيرانوالبحرين وترك ذلك أثره على علاقة طهران بمجلس التعاون الخليجي. واتهمت المنامة طهران يوم 22 مايو/أيار بإرسال طائرة استطلاع بلا طيار شمالي مملكة البحرين واعتبرته عملا عدائيا. جاء ذلك بعد تحذير نائب وزير الخارجية الإيراني من تداعيات مداهمات قوات الأمن البحرينية لمنازل رجال الدين والمراجع في المملكة، منتقدا مداهمة منزل المرجع الديني الشيعي الشيخ عيسى قاسم. أما بالنسبة للجزر الإماراتية الثلاث فشهدت في أبريل/نيسان مناورات عسكرية للحرس الثوري الإيراني، في مؤشر على استمرار التوتر والتجاذب حولها. لكن النصف الثاني من العام سجل مؤشرا مخالفا عندما زار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الإمارات في إطار جولة خليجية سلم خلالها دعوة لرئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وقبلها الأخير. تفجير بيروت وفي لبنان تعرضت سفارة إيران لهجوم تفجيري مزدوج يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني قتل فيه المستشار الثقافي الإيرانيإبراهيم الأنصاري و22 آخرين غالبيتهم لبنانيون. وجاء الهجوم في إطار ارتدادات الدور الإيراني في سوريا.