ترتبط روسيا بعلاقات اقتصادية وطيدة مع ليبيا خاصة في قطاع النفط والغاز. وشهد التعاون الاقتصادي بين الجانبين تحولا نوعيا عقب زيارة الرئيس الروسي السابق (رئيس الوزراء حاليا) فلاديمير بوتين إلى طرابلس في أبريل/نيسان 2008. ومقابل شطب موسكو لديونها المستحقة على طرابلس، قامت الأخيرة بإبرام عقود كبيرة مع عدد من الشركات الروسية. وتعد شركة البترول "تات نفط" أول شركة روسية دخلت سوق النفط في ليبيا لتشارك في تطوير صناعة النفط، بعد أن فازت عام 2005 بمناقصة لتطوير أحد الحقول في منطقة غدامس. وفازت الشركة المذكورة بعد عام من ذلك بحق تطوير ثلاثة حقول نفطية في منطقتي غدامس وسرت. ويضبط عمل شركة "تات نفط" عقد مبرم لمدة 30 عاما، يسمح بالاستكشاف الجيولوجي والتنقيب وتقاسم الإنتاج. ويتضمن برنامج التنقيب في أربعة حقول، تصل مساحتها إلى 18 ألف كيلومتر مربع، إجراء أبحاث في مجال الزلازل وحفر آبار استكشافية أيضا. وتلت تات نفط شركة غازبروم الروسية العملاقة، التي حصلت هي الأخرى في العامين 2006 و2007 على ترخيص لتطوير حقلين، يقع أحدهما في الجرف القاري للبحر الأبيض المتوسط والثاني على بعد 300 كلم جنوبي طرابلس. وبعد تبادل الأسهم مع شركة BASF في العام 2007 أضحت غازبروم مالكة ل49% من الامتيازات النفطية الليبية إس 96 وإس 97، العائدتين إلى شركة Wintershall AG. ووقعت شركتا غازبروم وEni الإيطالية في 16 فبراير/شباط الجاري على عقد للتراجع عن حصص في إطار مشروع Elephant. وبموجب هذا العقد ستنتقل 50% من حصة Eni في المشروع إلى شركة غازبروم، وتحديدا 33.33% من أسهم كونسورتيوم الشركات الأجنبية، وذلك مقابل 178 مليون دولار. مشروعات بقطاعات أخرى كما وقعت شركة السكك الحديدية الروسية في 17 أبريل/نيسان 2008 عقدا بقيمة 2.2 مليار يورو، تدفع كاملة من الجانب الليبي، لمد خط حديدي سريع بين مدينتي سرت وبنغازي بطول 550 كلم. أما شركة تيخنوبروم إكسبورت الروسية فقامت بمد 615 كلم من خطوط نقل الطاقة الكهربائية في ليبيا، لتصبح الشبكة الرئيسة في البلاد. وهناك مشروع آخر تجري دراسته لمد خطوط نقل الطاقة الكهربائية ذات الضغط العالي بطول يصل إلى 1250 كلم على الأراضي الليبية. وتشارك شركة مونوليت سبيتس ستروي الروسية هي الأخرى في عدد من مشاريع البناء في مجال المنشآت الهيدرومائية في ليبيا. كما افتتحت شركة البناء الروسية سترويترانسغاز عام 2006 فرعا لها في ليبيا للمشاركة في عدد من مشاريع البنى التحتية الكبيرة. يشار إلى أن الحكومة الروسية بدأت إجلاء رعاياها من ليبيا بسبب الاضطرابات التي تشهدها حاليا. وهبطت في الساعة العاشرة والنصف من صباح اليوم في مطار "دوموديدوفو" الدولي بضواحي موسكو أول طائرة روسية وعلى متنها 118 مواطنا روسيا. تجدر الإشارة إلى أن أربع طائرات نقل تابعة لوزارة الطوارئ الروسية كانت قد وصلت إلى مطار طرابلس مساء يوم أمس بأمر من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في مهمة إجلاء تشمل نحو 560 مواطنا روسيا من ليبيا معظمهم من العاملين في السفارة وبعثات الشركات الروسية وأفراد أسرهم