أصبح الآلاف من الفارين من العنف في ليبيا يعيشون في مخيم كبير على الحدود التونسية الليبية في وقت عبرت عدة أطراف دولية عن مخاوف بشأن ظروف باقي العمال الأجانب في ليبيا. ويشهد المخيم -الذي أقيم في راس جدير جنوبتونس ويضم حوالي عشرين خيمة- توافد النازحين بشكل يومي من ليبيا، فيما أبدت مفوضية الأممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين مخاوف إزاء هبوط أعداد الفارين من ليبيا. ويعيش في ذلك المخيم حوالي 15 ألف عامل أجنبي ينحدرون من عشرين دولة بينهم 12 ألفا من بنغلاديش ينتظرون تحركا من حكومة بلادهم لإعادتهم إلى بلدهم. ويشار إلى أنه بين الجاليات غير العربية الكبيرة في ليبيا هناك الجالية البنغالية التي يقدر عددها بعشرات الآلاف، وقد نصحتهم حكومتهم قبل أيام بالبقاء حيث هم لأنها لا تملك وسائل إجلائهم. ويقول المسؤولون عن جهود الإغاثة في ذلك المخيم إنهم يستعدون لوصول موجات جديدة من النازحين، رغم أن العدد تراجع بشكل حاد خلال نهاية الأسبوع الماضي. سبب الانخفاض وتحاول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الحصول على صور بالأقمار الاصطناعية لليبيا, تفسر الانخفاض الشديد في مستوى تدفق اللاجئين الفارين من العنف في ليبيا إلى تونس. وقال قائد فريق المفوضية أمس إنهم لا يفهمون سبب هبوط الأعداد بشدة بين عشية وضحاها، وتكهن بأن شيئاً كبيراً يحدث على الجانب الآخر من الحدود بحيث انخفضت أعداد الفارين من 12 ألفاً يومياً إلى ألفين. وتشير الإحصائيات إلى أن نحو مائتي ألف عامل أجنبي فروا خارج ليبيا منذ انطلاق الثورة الشعبية في ال17 من فبراير/شباط الماضي للمطالبة بتنحي العقيد معمر القذافي. وقد وصل نحو 110 آلاف نازح إلى تونس فيما وصل تسعون ألفا آخرين إلى مصر، بينما اتجه حوالي ثلاثة آلاف إلى النيجر. وقد دعا الاتحاد الأوروبي في وقت سابق سلطات ليبيا إلى السماح بدخول موظفي الإغاثة في وقت تحدثت فيه الأممالمتحدة عن سيطرة قوات معمر القذافي العسكرية على المنافذ الحدودية مع تونس، وهي سيطرة تكون ربما وراء تناقص أعداد المتدفقين على أراضي هذا البلد. وتوجهت مفوضة الاتحاد الأوروبي للتعاون الدولي كريستالينا جيورجيفا -بعد أن تفقدت الحدود الليبية التونسية- بدعوتها أيضا إلى الثوار الليبيين ليسمحوا بانتشار موظفي الإغاثة، وتحدثت عن معلومات شحيحة تجعل من غير المعروف عدد وحاجات من عبروا الحدود مغادرين ليبيا. الوضع الأمني وأبدت المتحدثة باسم المفوضية ميليسا فليمينغ خشيتها من أن يكون الوضع الأمني يمنع اللاجئين من الوصول إلى الحدود التي باتت بحسب قولها تحت سيطرة قوات عسكرية جيدة التسليح موالية للقذافي. وحسب منظمات إغاثة بدأ بعض الأجانب في التدفق على الجزائر بسبب سيطرة قوات القذافي على طرقٍ تؤدي إلى تونس ومصر. ودخل بضع مئات من الفيتناميين الجزائر، وقد يستعمل نازحون آخرون قريبا طرقا بديلة لمغادرة ليبيا حسب منظمة الهجرة التي تقدر عدد الأجانب في هذا البلد ب1.5 مليون. وقدّر تقرير أممي هذا الأسبوع أن مائة ألف شخص قد يحاولون دخول النيجر الأشهر القادمة. وحذرت فليمينغ من مخاطر حقيقية تتهدد العمال الأفارقة في مدن شرقي ليبيا المحررة، على خلفية الاشتباه في أنهم مرتزقة