عادت الشرطة المصرية أمس للانتشار في مختلف المحافظات بعد نحو شهر على نجاح الثورة وما صاحبها من انسحاب لرجال الشرطة من الشارع. وكانت الحكومة المصرية الجديدة قررت في أول اجتماع لها الأربعاء الماضي عودة الشرطة بكامل أفرادها للعمل. وذلك مع تزايد المطالبة بضرورة عودة الحياة إلى طبيعتها لإتاحة الفرصة لإعادة البناء. وقال وزير الداخلية المصري الجديد منصور العيسوي أمس إن قوات الشرطة المصرية عادت للعمل في أنحاء البلاد بعد انسحابها من الشوارع في 28 يناير/كانون الثاني الماضي خشية تعرضها لهجمات من جانب المواطنين. ونفى العيسوى "الأرقام المبالغ فيها" بشأن حجم قوات الشرطة وقال "إن عدد القوات النظامية في الشرطة يبلغ 269 ألفا على مستوى الجمهورية وإن عدد أفراد قوات الأمن المركزي لا يتعدى 170 ألفا وسيتم إعادة النظر في هذه الأعداد وفقا للاحتياجات الفعلية". اعتذار ومع عودة الشرطة إلى عملها اعتذر العيسوي عن استخدام القوة المفرطة ضد المحتجين من جانب قوات الشرطة خلال الاحتجاجات. وقال العيسوي "إن دور جهاز أمن الدولة سيقتصر على مكافحة الإرهاب والتجسس لأن الجهاز لا يمكن حله لكنه لن يقوم مستقبلا بأي دور في الحياة اليومية للمواطنين". وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية إن خطة إعادة هيكلة جهاز أمن الدولة ستعرض على رئيس الوزراء بأسرع وقت ممكن. تحقيقات وفي الإسكندرية بدأت النيابة العامة التحقيق في ساعة متأخرة من مساء أمس مع مدير أمن الإسكندرية الأسبق اللواء محمد إبراهيم وثلاثة ضباط آخرين بتهمة التسبب في مقتل عدد من المتظاهرين. ويواجه ثلاثة ضباط مباحث بمديرية أمن الإسكندرية وهم: وائل الكومي -رئيس مباحث قسم شرطة الرمل 2- ومعتز العسقلاني -معاون مباحث قسم شرطة الجمرك- ومحمد سعفان -معاون مباحث قسم شرطة المنتزة 2- العديد من البلاغات من المواطنين تتهمهم بالتسبب في مقتل أبنائهم بإطلاق رصاص حي عليهم أثناء تظاهرهم. وكانت النيابة العامة بالإسكندرية قد أصدرت قرارا بضبط وإحضار الضباط منذ أيام ليمثلوا أمام النيابة العامة للتحقيق معهم وسط حراسة مشددة من القوات المسلحة. قتيل وفي بور سعيد قالت مصادر أمنية إن ضابطا في الجيش المصري برتبة نقيب قتل أمس بالرصاص في نقطة تفتيش في المدينة. وأوضح مصدر أمني أن الضابط أشرف أحمد محمود يوسف كان في نقطة تفتيش إلى جانب رجال شرطة في غربي المدينة حين أطلقت عليه النار من بندقية آلية. وأضاف "أشارت القوات الموجودة في النقطة لسيارة وحافلة صغيرة بالوقوف لكن ركابهما أطلقوا أعيرة نارية في الهواء ونحو النقطة، مما أدى لإصابة ضابط الجيش ووفاته بعد وصوله إلى المستشفى"