توعد العقيد الليبي معمر القذافي بشن حرب لا هوادة فيها على الثوار في مدينة بنغازي شرق البلاد، وقال إن قواته "ستنقض عليهم" خلال الساعات القادمة لإنهاء ما وصفه "بالمهزلة" وإعادة الأمور إلى نصابها، مشيرا إلى أن تحركه يأتي استجابة لنداءات من حرائر بنغازي. واعتبر القذافي -في خطاب صوتي بثه التلفزيون الرسمي الليبي- أن الذي ألم ببلاده مؤخرا من ثورة شعبية ما هو إلا "مخطط استعماري غربي" تقف وراءه أميركا والدول الأوروبية، حسب تعبيره. وقال القذافي إن قواته ستكون في مواجهة كل المخاطر حتى لو اجتمع كل العالم ضده، في إشارة على ما يبدو للقرار الدولي المتوقع صدوره الليلة من مجلس الأمن، والذي يتوقع أن يفرض حظرا للطيران فوق ليبيا. واتهم القذافي الثوار الذين انتفضوا منذ 17 فبراير/شباط الماضي لإسقاط نظامه بالتسول لدى دول عربية، وبتحويل ليبيا إلى "صومال جديد". غير أن القذافي -الذي وصف بعض الضباط المنضمين للثوار في بنغازي بأنهم أبناؤه وأنه قد تم التغرير بهم- وعد بأن المدنيين العزل سيكونون في مأمن من الضربات المسلحة التي ستقوم بها القوات الموالية له، كما وعد بالعفو عن كل من يلقي سلاحه. وأضاف أن كل من يجلس في بيته سيكون في مأمن، ونصح من وصفهم "بالزنادقة والخونة" بالهرب فورا إن كانوا يريدون النجاة بأرواحهم، داعيا القوات الموالية له إلى عدم مطاردة أي من الثوار إذا ما ألقوا أسلحتهم. وأعرب عن ثقته بأفراد الجيش الليبي في بنغازي، وقال إن انضمامهم للثورة تم بناء على تهديدات تلقوها، واعتبر أنهم في حالة المضطر، وأن أفراد الجيش هؤلاء سيختارون الانضمام لقوات القذافي لأنهم أقسموا قسما عسكريا على حماية القذافي وثورة الفاتح. وأكد أن الشعب الليبي "سيزحف" من طرابلس ليشمل جميع المدن الليبية في طريقه إلى بنغازي "لإنقاذ" هذه الأخيرة ومواطنيها ولإخراج الأجانب وقتل الخونة. وسفَه القذافي مواقف من يقولون إنه يقتل أفراد شعبه أو ينكل بهم، مؤكدا أنهم "أبناؤه" و"إخوانه"، وكذّب -كما في خطاباته السابقة- تمكن الثوار من إسقاط طائرات عسكرية أو تدمير مدرعات عسكرية أو سفن حربية، معتبرا أنها ليست سوى "أكاذيب" تروج لها وسائل إعلام معادية لليبيا. ووعد بأن تعم الرايات الخضر (العلم الليبي الذي يعتمده القذافي) كل الأحياء في بنغازي. وأعرب عن استغرابه للجوء ليبيين في المنطقة الشرقية إلى مساعدات خارجية و"تحولهم إلى متسولين"، رغم أن ليبيا دولة نفطية غنية تعودت أن تقدم المساعدات للمحتاجين. وانتقد مواقف الدول العربية وخص بالذكر قطر، التي أرسلت عدة شحنات من المساعدات الإنسانية إلى شرق ليبيا خلال الأيام الماضية