تظاهر عشرات الطلاب الليبيين أمس بمدينة بيروجا وسط إيطاليا لمطالبة الحكومة بتوضيح موقفها حيال نظام معمر القذافي والاعتراف المباشر بالمجلس الوطني الانتقالي الممثل الشرعي والوحيد لشعب ليبيا بهذه المرحلة. ورفع الطلاب –الذين يدرسون بمدينة بيروجا- لافتات تطالب "برحيل الطاغية معمر القذافي" ومحاكمته دولياً والاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي. كما توعد المتظاهرون -خلال وجودهم في ساحة فونتانا ماجوري، أحد أكبر المعالم التاريخية في بيروجا- بتقديم كل من طعن بشرف إيمان العبيدي للمحاكمة معتبرين أن العبيدي تمثل آخر حالة خرجت للعلن من حالات أخرى من قبل رجال القذافي وأبنائه. وقال مجيد أحد الطلاب المشاركين إن المتظاهرين الليبيين ومعهم إيطاليون وعرب، وجهوا رسالة عامة إلى الشعب الإيطالي حملت عبارات السلام والشكر والتشديد على العلاقة الودية بين الشعبين رداً على ما صدر من تهديدٍ من بعض المؤيدين للقذافي بخلق الرعب بين الإيطاليين على موقفهم هذا. ويوجد في إيطاليا نحو خمسمائة مؤيد للعقيد يعرفون باسم "المستثمرين" يوجد معظمهم في مدينة بيروجا، ويخضعون في الوقت الراهن لرقابة مشددة من قبل قوات الأمن وفق مصادر ليبية موثوقة. ونقل مجيد عن المتظاهرين، قولهم إن الليبيين يريدون موقفاً أوضح من إيطاليا تجاه المجلس الوطني الانتقالي والاعتراف به رسمياً مثلما فعلت فرنسا، معبرا في الوقت نفسه عن احترام وشكر الشعب الليبي لإيطاليا على ما تفعله من أجله. ويطالب الليبيون الحكومة الإيطالية بأن تلعب دوراً ريادياً على المستوى الدولي في القضية الليبية لما تربطهم مع إيطاليا من علاقات وتاريخ مشترك. تحرك أوروبي متحد من جهته رأى أدولفو أورسو، الناطق باسم حزب حرية ومستقبل إيطاليا من اليمين الإيطالي أن "الأحرى بأوروبا أن تتحرك متحدة لأي اتفاق تجاه الاعتراف بالحكومة الانتقالية". وأضاف أن "التحدي الأكبر أمام إيطاليا اليوم هو أن تلعب دوراً أكبر في الاتحاد الأوروبي وأن تساعد في إيجاد موقف مشترك مع دول التحالف ضد نظام القذافي كي لا تظهَر أوروبا منقسمة ما بين موقف فرنسا المندفع وموقف ألمانيا المتحفظ". وأضاف أورسو، وهو نائب وزير التجارة الخارجية السابق، أنه يلزم على إيطاليا الآن أن تتحلى بشجاعة أكبر لإيجاد طريق صحيح لبناء المستقبل والاستعداد إلى مرحلة ما بعد القذافي وبناء علاقات مع الحكومة المستقبلية وكل الوطن العربي الذي يشهد ثورة تحرير هامة. وشدد على أن لإيطاليا مصالح كبيرة وعلاقات تاريخية وتجارية قوية مع ليبيا أولاً وكل منطقة حوض المتوسط والشرق الأوسط ثانياً. وقال "علينا أن نفهم الآفاق المستقبلية وتطوير العمل على ذلك". وينتقد العديد من الإيطاليين من سياسيين وإعلاميين، موقف الحكومة الإيطالية المتناقض إزاء نظام القذافي. فمن قبلة اليد التي قام بها رئيس مجلس الوزراء سلفيو برلسكوني للقذافي خلال زيارته الأخيرة إلى إيطاليا، إلى امتناع برلسكوني بالحديث مع القذافي بداية الثورة مبرراً ذلك بأنه لم يرد إزعاجه، ثم جاءت مشاركة إيطاليا بالتحالف ضد ليبيا في عملية "فجر أوديسا" لتضع جميع القواعد العسكرية الإيطالية من شمال البلاد إلى جنوبها تحت تصرف قوات التحالف لتقصف مواقع كتائب القذافي. واليوم تختلف إيطاليا مع فرنسا حول من سيقود الغارات الجوية على المواقع المستهدفة في ليبيا