أحمد فياض-غزة تسببت عملية تصفية الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة كوادر من كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الساعات الأولى فجر أمس في إعادة توتير الأجواء التي أعقبت توافق الفصائل الفلسطينية على الالتزام بالتهدئة. عملية الاستهداف التي سبقها عمليات اغتيال أخرى لعناصر في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، دفعت فصائل المقاومة الفلسطينية إلى التهديد بالرد على الجرائم الإسرائيلية التي اعتبرتها مؤشرا على مرحلة جديدة من التصعيد والعدوان. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية عدة نقلت عن المتحدث باسم الجيش أن عملية تصفية المقاومين الثلاثة نفذت بالتعاون مع جهاز الأمن الداخلي (شاباك) على خلفية تخطيط المقاومين لعملية خطف واستهداف إسرائيليين في شبه جزيرة سيناء خلال عيد الفصح اليهودي نهاية الشهر الجاري. المتحدث باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام قال "إن العدو ارتكب جريمة بشعة بذرائع واهية، وعليه أن يتحمل نتائج هذا العمل الجبان، فكتائب القسام عوّدت الشعب الفلسطيني أنها لا تسكت على جرائم العدو ولن تضيع دماء الشهداء هدرا". وتوعد أبو عبيدة الاحتلال بدفع ثمن ارتكابه عملية الاغتيال ثلاثة من كوادر القسام، مشيراً إلى أن المقاومة الفلسطينية ستحدد طبيعة الرد ومكانه وزمانه وفقا لأساليبها وتكتيكاتها ووسائلها وتقديراتها الميدانية والإستراتيجية. تصعيد جديد وذكر المتحدث باسم القسام للجزيرة نت أن "إعلان الفصائل الفلسطينية المقاومة بشأن التزامها بالتهدئة إذا ما التزم بها الاحتلال جاء في خضم إدارتها لمعركة ميدانية معينة تجنيبا للشعب الفلسطيني من أي عدوان، أما الآن فنحن دخلنا في موجة تصعيد جديدة فتحت كل الخيارات أمام المقاومة الفلسطينية للرد". من جانبه أكد المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب أن تكرار الجرائم الإسرائيلية يدلل على نوايا الاحتلال الذي يحضر لشن حرب على قطاع غزة ويختلق لها المبررات. وأضاف "تل أبيب تريد تهيئة المناخات وتستبق هذا العدوان باستنزاف المقاومة عبر تكرار تصفيتها للقيادات الميدانية والعناصر على الأرض". ودعا فصائل المقاومة إلى عدم منح الاحتلال فرصة تمرير سياسة الاغتيالات، مشيرا إلى أن الاستهداف الإسرائيلي ليس استفزازا بل هو استنزاف للمقاومة بهدف التمهيد لعدوان مريح على قطاع غزة. ودعا شهاب كذلك في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت فصائل المقاومة إلى تبني إستراتيجية وطنية للرد على جرائم الاحتلال والتصدي لجرائمه، لافتا إلى أن المرور على عملية اغتيال المقاومين دون رد سيكون مدعاة لاستباحة الاحتلال دم كافة المقاومين في قطاع غزة. أما المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية أبو مجاهد فقال للجزيرة نت إن عدم التزام الاحتلال بالتهدئة يفرض على المقاومة الفلسطينية الرد بشكل موحد على هذه الجرائم الجديدة. وحمل أبو مجاهد الاحتلال مسؤولية عملية التصعيد ونتائجها، مشيرا إلى أن المقاومة الفلسطينية سترد على هذه الجريمة. رد رادع وطالب المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية فصائل المقاومة بكافة أطيافها برد رادع على جرائم الاحتلال لثنيه عن مواصلة جرائمه والاغتيالات بحق الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن الجناح العسكري للجان المقاومة لديه قرار واضح بالرد على جرائم الاحتلال. من جهته اعتبر المحلل السياسي المهتم بشؤون الفصائل مؤمن بسيسو أن عملية الاغتيال التي استهدفت ثلاثة من كوادر القسام أدخلت الوضع في غزة إلى منعطف جديد، مشيرا إلى أن عملية الاغتيال مقصودة والهدف منها جرّ حماس وفصائل المقاومة إلى دائرة التصعيد التي تخدم السياسة الإسرائيلية في المرحلة المقبلة. وأوضح بسيسو أن الحكومة الإسرائيلية لديها مخطط مبرمج من أجل ضرب القدرات العسكرية لحماس وتقليم أظفارها خاصة بعد أن بدأت السياسة المصرية تتغير اتجاه الحركة مؤخرا. وأضاف أنه لا يمكن قراءة عملية الاغتيال التي جاءت بعد أيام على توافق الفصائل على الالتزام بالتهدئة ضد مقاومين بدعوى تخطيطهم لتدبير عمليات عسكرية ضد إسرائيليين في سيناء، سوى في إطار استدراج حماس من جهة وتأليب المسؤولين المصريين وتحريضهم على قطاع غزة. وأشار بسيسو إلى أن عملية الاغتيال لها ما وراءها من غايات وهي جرّ المنطقة إلى تصعيد جديد انطلاقا من إدراك الإسرائيليين أن التهدئة لا تخدم مصالحهم، وتعزز من التقارب المصري مع حماس خصوصا في ضوء التطورات الأخيرة التي تشير إلى نية القاهرة التخفيف من أعباء حصار غزة. وذكر في حديث للجزيرة نت أنه مهما كانت ردود المقاومة أو عدم ردها فإن قرار التصعيد إسرائيلي بالدرجة الأولى. ويرى بسيسو بحديثه للجزيرة نت أن محاولات الفصائل تهدئة الأوضاع بقطاع غزة لن تدوم طويلا لأن الاحتلال يمتلك قدرة عالية على إشعال فتيل الأوضاع، ولأنه يمتلك مفتاح التهدئة ومفتاح الحرب في نفس الوقت.