شيع صباح اليوم الاثنين في بانياس السورية الساحلية أربعة أشخاص قتلوا أمس عندما أطلق رجال أمن النار عليهم، في حين تمركز عدد من الدبابات بالمدينة. في وقت عبرت فيه عشر منظمات حقوقية سورية عن إدانتها لأعمال العنف هناك. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان قولهم إن أربعة أشخاص قتلوا وجرح عشرات آخرون في بانياس عندما أطلق رجال أمن النار عليهم. وقال أحد السكان لوكالة الأنباء الفرنسية إن قوات الأمن أطلقت النار عشوائيا ولساعات على حي رأس النبع السكني حيث مسجد الرحمن الذي كان بؤرة احتجاجات ضد النظام، فقُتِل أربعة وجرح 17. وفي وقت سابق تحدث شاهدان في بانياس عن سيارات أُطلق منها النار على رجال كانوا يحرسون بالعصي مسجد أبو بكر الصديق في البلدة أثناء صلاة الفجر، واتهما "رجال النظام" بالوقوف وراء الهجوم. وقال شهود عيان لوكالات الأنباء إن جنودا على دبابات وسيارات جيب عسكرية دخلوا المدينة وتمركزوا قرب المباني المهمة، وذكروا أن المدارس والمحلات التجارية بقيت مغلقة بسبب توقع السكان لتواصل الاضطرابات. وقال ناشطون لوكالة رويترز إن قوات الأمن في دبابات تمركزت أثناء الليل قرب مصفاة بانياس النفطية، وحيث يقع المستشفى الرئيسي في المدينة. مقتل عسكريين أمّا التلفزيون السوري فقال إن تسعة عسكريين بينهم ضابطان قتلوا وأصيب آخرون في كمين نصبه مسلحون بين مدينتي اللاذقية وطرطوس. وأوضح التلفزيون أن مسلحين كانوا يتخفون على جانب الطريق بين الأشجار أطلقوا النار على وحدة للجيش مما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص، وبث صورا لسيارات مدنية تعرضت لإطلاق النار في نفس الشارع. ونقلت الوكالة السورية للأنباء عن مصدر مسؤول أن بين القتلى ضابطين، مضيفا أن الكمين أسفر أيضا عن "إصابة عشرات الجرحى وذلك بسبب إطلاق النار من المجموعة المسلحة على سيارات الإسعاف ومنعها من الوصول إلى الجرحى وإسعافهم". وكانت السلطات تحدثت في وقت سابق عن مصرع ضابط بالجيش وجرح عدد من العسكريين في كمين نصبه على طريق اللاذقية طرطوس من وصفتهم وكالة سانا الرسمية بمسلحين اختفوا بين الأشجار والبنايات. كما تحدث شاهدان في بانياس عن سيارات أُطلق منها النار على رجال كانوا يحرسون بالعصي مسجد أبو بكر الصديق في البلدة أثناء صلاة الفجر، واتهما "رجال النظام" بالوقوف وراء الهجوم. من ناحية أخرى، خرج متظاهرون مساء أمس في بلدة المعضمية بمحافظة ريف دمشق للمطالبة بالحرية والإصلاح، والإفراج عن المعتقلين في السجون ومن بينهم الناشطَ حسن الشيخ وعالم الدين البارز عماد الدين الرشيد. كما عززت السلطات وجودها الأمني في الحولة في حمص شمال دمشق حيث قال شهود إنهم شاهدوا أفراد أمن ينزلون من الحافلات بالمحافظة التي لم ينفع قرار بعزل محافظها في تهدئة الخواطر. مطالبة بالتحقيق وفي موضوع متصل، عبرت عشر منظمات حقوقية سورية عن إدانتها لأعمال العنف بمدينة بانياس أيا كان مصدرها، مؤكدين أن حماية حياة المواطنين من مسؤولية الدولة. ودعت المنظمات إلى وقف ما سمته "أعمال العنف الدموية" وإلى تكوين لجنة تحقيق مستقلة ومحايدة وشفافة، تشتمل على ممثلين لمنظمات سورية غير حكومية، لتحدد من يقف وراء أعمال العنف. من جهة أخرى نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن صحيفة سورية قولها إن الرئيس بشار الأسد ذكر أن التحقيقات فيما جرى من أحداث مستمرة. الأسد يلتقي ذوي "الشهداء" وقالت إن ذلك تم "خلال استقبال الأسد 17 من ذوي الشهداء" في دوما بريف دمشق أمس، مضيفة أن الأهالي "أبدوا ارتياحهم للجنة التحقيق ودعوا إلى ضرورة إعلان النتائج، وعرضوا مطالب مختلفة". وقالت الصحيفة إن الأسد منح لقب "الشهيد" ل12 من الذين سقطوا أثناء المظاهرات في دوما بريف دمشق الأسبوع الماضي، وأمر بإطلاق سراح 191 سجينا من أبناء البلدة. وقدرت منظمات حقوقية سورية عدد قتلى الجمعة ب28، منهم 26 في درعا واثنان في حمص، ونشرت قائمة بأسمائهم وأبدت قلقها لتصميم سلطات سوريا على "الاستمرار في انتهاك الحقوق والحريات الأساسية". ومنذ بدأت المظاهرات منتصف الشهر الماضي، اتهمت السلطات عصابات بإطلاق النار وتحدثت عن مؤامرة خارجية وعن مندسين بين المتظاهرين الذين رفعوا مطالب بالإصلاح وصفتها ب"الشرعية".