نبه الرئيس الاميركي باراك أوباما الذي ما زال متأثرا بالخسائر الكبيرة التي مني بها حزبه الديموقراطي في انتخابات الكونغرس، الى إن الولاياتالمتحدة لا يمكنها ان تتحمل الوقوع في شلل تشريعي في العامين القادمين في الوقت الذي تتقدم دول مثل الصين. واقر في الوقت نفسه بانه ركز على السياسات، لكنه أخفق في حشد الناس وراء هذه المبادرات ما أدى الى تحقيق الجمهوريين مكاسب تاريخية في انتخابات الكونغرس هذا الأسبوع. ودعا أوباما امس إلى "تنحية السياسة جانبا" مواصلا لهجته التصالحية مع الجمهوريين الفائزين، وقال إنه مستعد لسماع أفكارهم في ما يتعلق بتعزيز الانتعاش الاقتصادي البطيء وتوفير الوظائف. وقال أوباما للصحافيين قبل انطلاقه في جولة آسيوية تستمر عشرة أيام "لا يمكن أن نقضي العامين المقبلين ونحن نواجه شللا. دول أخرى مثل الصين لا تقف مكتوفة لذا لا يمكن أن نقف نحن مكتوفي الأيدي. علينا المضي قدما". وجاءت تصريحات أوباما بعدما أعلنت الحكومة زيادة أكبر من المتوقع في الوظائف في تشرين الأول (اكتوبر) لكنها لم تكن كافية لخفض معدل البطالة الذي يبلغ 9,6 في المئة. ووصف أوباما أحدث أرقام للبطالة بأنها "أخبار مشجعة" لكنه قال إنه ما زال هناك الكثير الذي يتعين عمله لزيادة الوظائف داعيا الجمهوريين إلى العمل معه. وحض أوباما خلال حديثه للصحافيين امس، على تحقيق تقدم في اقتراحات عدة قدمها بينها إعفاءات ضريبية لتشجيع الشركات على شراء معدات جديدة والاستثمار في البحوث والتطوير. وكرر دعوته لجعل التخفيضات الضريبية للطبقة المتوسطة دائمة وتمديد إعانات البطالة. وقال معلقا على جولته الآسيوية "من الواضح أيضا أن أحد مفاتيح توفير الوظائف هو فتح الأسواق أمام السلع الأميركية المصنعة بايدي عمال أميركيين". وقد وضع أوباما هدفا لزيادة الصادرات الاميركية إلى المثلين. وقال "هذه تذكرة أيضا بأن أهم منافسة نواجهها… لن تكون الديمقراطيين والجمهوريين" مشيرا إلى المنافسة الأجنبية. وفي مقتطف من مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" الذي تبثه شبكة "سي. بي.اس"، قال اوباما "انشغلنا جدا وركزنا بشدة على إنجاز عدد من الأمور لدرجة أننا لم نعر اهتماما لحقيقة أن القيادة ليست مجرد تشريعات." ويصف الجمهوريون فوزهم في انتخابات التجديد النصفي التي جرت الثلاثاء واقتنصوا خلالها السيطرة على مجلس النواب وكسبوا مقاعد اضافية بمجلس الشيوخ، بأنها رفض لقانون إصلاح الرعاية الصحية وبرامج تحفيز الاقتصاد التي هيمنت على أول عامين من ولاية أوباما الرئاسية. وقال اوباما للشبكة إنه سيسعى الى تحسين أوضاعه قبل حملة انتخابه لولاية ثانية عام 2012 . اضاف "المسألة تتعلق بإقناع الناس وإعطائهم الثقة وجمعهم سويا وتحديد الملامح وتقديم حجة يستطيع الناس فهمها.. لم ننجح في هذا على الدوام وأنا أتحمل مسؤولية هذا. وهذا أمر يجب أن أفحصه بعناية مع المضي قدما.