إلى الدكتور الراحل فيصل المخلافي أحد ضحايا الظاهرة "المخلافية " .. المشهد : 2011، عشرات الصور لحمود سعيد المخلافي الملقب بالشيخ ، وشيخ الثوار ، روبن هود ، قائد صقور الحالمة ، حامي حمى تعز . صور أنهمرت على رؤوسنا كل يوم ، الشيخ يصلي ، الشيخ يسلم ، يلوح ، يتفقد أحوال الرعية مزنجراً بعشرات الكائنات ممن يسمون بالمرافقين المسلحين المتجهمين المتأبطين لطقوس التدين المشيخي المٌسلح ، مابين سجود وركوع واستغفار ، لا ينقصه سوى هبوط جبريل ليقول له/لهم "إقرأ"..الخ.
لقد جرى صقل وتلميع " المخلافي – هذا " كنجم ساطع ضمن مشروع إلحاق تعز بمسخ مشوه من "خلافة حاشد الأحمرية الكبرى" وكحت ما تبقى من مشروع مدني في تعز لم يسقط أمام هجمات القبيلة لأكثرمن ثلاثة عقود.
"نعم" ، مشيخة مستنسخة تعز ، واستنهاض لعرق المشائخ/القبائلي تنامى في ظل غياب مشروع الدولة للبلد قاطبة ، وجاء ليحمل لواء هذا المشروع الضابط في الفرقة الأولى مدرع ، حمود المخلافي 2011، مضافاً إليه بهارات لقب "الشيخ " ، متأزراً ، ب" الشرعية الثورية " ، لتغدو "المشيخة المخلافية" باهتة "كالراقص بالغدرة " أمام هنجمة الصنم المشائخي –الأب "حاشد " ، لكنها-الحالة المخلافية - ظلت ناصعة الصنمية في تعز ومخاليفها ..
وعندما كان الزرار "يقرح" في حاشد الستين/الحصبة (ساحة التغيير) ، كان زرار المخلافية يتداعى له بالسهر والحمى الثورية ، خصوصاً أثناء وبعد "محرقة تعز" ، بل لقد كانت الأزرار المخلافية تنفجر أقوى وأعنف في كل شبر من المدينة -المنولوجست بين (الصوت الطالع ، والصدى الأسفل ) بحسب التقسيم الذهاني المتعصب (يمن طالع ، ويمن سافل).
ليصبح المخلافي –" روبن هود"، الذراع الأيمن لحماة الثورة فرع تعز ، فسلح الثورة والثوار ، بعد أن دخل ساحة الحرية كالفاتح ، وأوجد مبرارت التسلح والقتل والمسيرات ، والإنتفاضات والجُمع المليونية ،واسقاط المؤسسات والمعسكرات ، وإسقاط المحافظ شوقي هائل لأنه تابع للمخلوع ، مهدداً بأن يثبت ثوريته من عدمها بأن يصلي الجمعة في ساحة الحرية ويثبت توبته من "الزعيم" ، وقد عمم الفوضى باسم الشرعية الثورية ، وحملات "عائدون للتغيير" ، و"حملة أنا نازل من أجل رفض المشيخة بقرار سياسي" وووالخ من مئات الحملات ، (بنفس دقة برنامج التغيير الستيني ) فقام بتضخيم العدو –الصقور ( عفاش ، الأمن القومي ، الحرس الجمهوري ..الخ) ، مقابل حمائم الشرعية الثورية ( علي محسن ، والزنداني وآل الأحمر وغيرهم) ، وأمام هذا المشروع الدامي (الحاشد مخلافي) أو " الربيع المليشاوي اللاهوتي" قدمت اليمن باسم التغيير /الثورة آلاف الضحايا الذين أريقت دمائهم بين أقدامهم وحوافرهم ، وودوائر انتقاماتهم .
**
إن حريق ساحة الحرية ، ماهو إلا جزء من مسرحية لحريق اليمن ككل ..لتصبح تعز مثل صنعاء مقسمة بذهنية الحرب والغنيمة ،إلى مليشيات حاشدية اسلاموية قبائلية مضمخة بنفط الصحراء ، والتنظيم الدولي للأخوان المسلمين و الإسلام السياسي) فكانت العاصمة ، متشظية بمتاريس بين: ( السبعين ، الستين ومذبح ، الحصبة ، حدة ) وكانت تعز وبنفس سكينة التقسيم موزعة بين أحياء : الروضة ، وكلابة ، والمسبح ، والحوبان كإمارات "مخلافية "ضد كل ماتبقى من تعز ..
**
كان لا بد من سيناريو محكم : مجزرة الكرامة ، التي قفز على ظهرها علي محسن وآل الأحمر وجامعة الإيمان بقيادتها وطلابها ، إلى ساحة التغيير وساحات اليمن ، ونسخ نفس السيناريو في تعز : "محرقة الحرية " لنفس البرشوت "المُغزوز " للشيخ حمود المخلافي ليتمدد في كل تعز .. ويصبح دخولهما "شرعية ثورية "، وقد صفق الكثير من الثوار ، وأساتذة الجامعة ، والمثقفين والكتاب وو، لهذا البروشوت الثوري الكهنوتي المسلح "حماة الثورة ".
**
أصبحت هذه الحالة " المخلافية" الحامية للثورة المزنجرة بالسلاح والمليشيات الجائحة والمنفلتة والمكسية بمسوح التدين الإسلاموي ، هي الأنموذج الذي تحتذى به بقية المليشيات الصغيرة المتخفية ، فظهرت العديد منها (مخلافيات صغيرة ) تستشرس على الطريقة المخلافية الأب ، ليس فقط في تعز بل في كل المحافظاتاليمنية ، فكل مدينة لها " مخلافيتها "الخاصة بها ..
**
أخيراً : اعتقد ، الحالة المخلافية هي التعبير الفج للحالة اليمنية : حالة اللادولة ، والطالعة من رحم "ثورة" أستولى عليها لاهوت الإسلام السياسي للشيخ / القبيلي ، والجنرال ، ورجال الدين ..
الحالة المخلافية ، شأنها شأن أية ظاهرة اجتماعية تستدعي تدخل أساتذة علم الإجتماع والسياسة ، وعلماء النفس لدراستها وتفكيكها مثلها مثل ظاهرة الإنتحار ، أو الفقر ، أو الثأر ، أو التعصب ، أو السرقة ، أو الإدمان ، أو زواج الصغيرات .. أنها مرض اجتماعي –نفسي ، يتطلب التدخل الأكلينيكي السريع ، أهمها : الدوووووووولة والقانوووووون .. ولا كيف تشوفوووووا ؟؟