حكومة الرجل (العجوز) باسندوة لا تتوف عن تلقي الانتقادات بشكل يومي. من الداخل، المواطنون موجوعون من أداء الحكومة، لا أعتقد أن ثمة عاقلاً يرضى بأدائها وفي إدارتها للبلاد ومعالجتها للكثير من مشاكل المواطنين.
عناوين بارزة تمثل فشلاً كبيراً للحكومة منذ توليها مهامها في عام 2011، الانفلات الأمني سيد الموقف، والأوضاع المعيشية للمواطنين في تردي مستمر، وضباب كبير في معالجة الاختلالات التعليمية والصحية والثقافية.
الحكومة تمشي بلا قدمين.. أو بالأحرى تتخبط في ظلام دامس، وبدون عينين.. حتى رئيس الحكومة لم يعد يتكئ على عكازته، وبات يفضل الجلوس على كرسيه لا يسمع ولا يتكلم ولا يرى.
ومن الخارج تنهال الانتقادات على أداء الحكومة من كل جانب، فالبنك الدولي ساخط قانط من الحكومة، ومن قبله كان السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فايرستاين يوجه انتقاداته اللاذعة تجاهها.
الخطير في تهديدات البنك الدولي هو التلويح بإيقاف الدعم عن الحكومة حتى تلتزم بحزمة من الشروط المقدمة.
تقول نائبة البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا انجر أندرسون أثناء لقائها رئيس الحكومة باسندوة إن وضع الحكومة مخزي وخطير وغير مقبول.
ادرسون تلوح بتهديداتها فتؤكد أن المجتمع الدولي والسعودية لن يقدموا أي منحة مالية أو عينية جديدة لليمن،أو مشاريع، ما لم تبدأ الحكومة بسلسلة إصلاحات جادة في عدد من القطاعات.
من شروط البنك الدولي إيقاف الإنفاق العام والتجنيد والنفقات الإضافية للجيش والأمن، والقيام بإصلاحات سعرية ورفع المشتقات النفطية، خصوصاً البترول والديزل والغاز، وخصصة الاتصالات والانترنت، وتوقيف العبث الوظيفي وإرساء المقاولات في الكهرباء والطرق.
في جعبة "البنك الدولي" الكثير من الشروط، غير أن المزعج فيها لنا كمواطنين هو رفع الدعم عن المشتقات النفطية، وهو ما يعني بأن عليك أيها المواطن أن تتحمل المزيد من العناء فجرعة جديدة من الأسعار في الطريق إليك.
أما ما بات مطروحاً على طاولة الحكومة هو أن اليمن(دولة فاشلة) إذا لم تحقق الحكومة إصلاحات قاسية وسريعة.. كما يرى البنك الدولي.
وبعيداً عن تهديدات البنك الدولي.. فإن حكومة الوفاق الوطني التي جاءت بها المبادرة الخليجية تعيش في شيخوختها المزرية..مثقلة بعبء الخلافات السياسية، ومتخبطة في إدارتها للبلاد.. تتفنن في توزيع الوظائف على مستوى كبير في إدارات الدولة وفقاً لقاعدة (المحاصصة) أولاً، وتقديم الحزب الفلاني على الحزب الآخر، أما قاعدة (الكفاءات والخبرة) فهي بعيدة عن ذهنية هذه الحكومة العتيقة.
لا أعتقد أن وزراء الحكومة لديهم ما يقدمونه خلال الأشهر المتبقية لعمر الحكومة، فمعظم الوزراء الذي جاؤوا من أحزاب هشة وغير مؤسسية يدركون أنهم لن يظلوا كثيراً في مناصبهم،لذا يحاولون بشتى الوسائل الاستفادة بقدر الإمكان من شغلهم لتلك المناصب حتى يأتي البديل.
الأمل الوحيد للشعب المكلوم، هو أن يخرج مؤتمر الحوار الوطني بحكومة إنقاذ تعيده إلى الحياة من جديد.. لكن ما يتخوفه الكثيرون هو أن يتم تشكيل حكومة كبيرة يشارك فيها قطاع كبير من السياسيين، وحينها يتضخم التقاسم للمناصب والوظائف.. ويفتقد المواطنون كلياً لأي حلم بوجود حكومة رشيدة.