بالأمس كتب رئيس الوزراء مقال لخص فيه التعقل و تجنباً سفك الدماء و تجنب الجنوب صراعات سياسية، فما قاله بالأمس اليوم يجدد عهده من مسؤولية وطنية و خوف على حياة أبناء الشعب الجنوبي، فعين عقل رجل الدولة حين يترجم أفعاله لأعمال لإحتواء شعبه و الوقوف معهم و حمايتهم، طالما لم يتعدوا القانون، لتتيح لهم حرية التعبير و التظاهر السلمي الحر، وتكليف الامن العام و الحزام الامني بحمايتهم و رفع درجة الحيطة و الحذر تحسباً لأي طارئ..
وهذا ما قام به رئيس الوزراء اليوم الدكتور أحمد عبيد بن دغر بعقد إجتماع مع القيادات الأمنية لكل من محافظة عدن و لحج و الضالع و أبين، و قال " لقد كفل الدستور والقانون للجميع الحق في التعبير السلمي عن رأيه وعلينا كمسئولين حماية المواطنين والمسيرات السلمية، بإعتبارها ظاهرة إيجابية طالما جرت وفقاً للقانون، وعلى الجهات الأمنية القيام بعملية التنظيم وبما يضمن سلمية المسيرة وسلامة المشاركين فيها ".. و بهذا تعبيراً كبير يختزل معاني وطنية سامية، وهي أننا أبناء وطن و احد نختلف في الرآي أو نتفق ولكن نبقى جنوبين لا نتقاتل فيما بيننا و نحول عدن لمحرقة لا تقوم بها قائم.. فنحن علينا التعلم من الماضي، و اخذ عبر لمستقبل أفضل..
كما دعى أيضا "مفوضاً الأمن العام في عدن والحزام الأمني بحماية المسيرة مع رفع حالة الحذر القصوى للوحدات العسكرية والأمنية، تحسباً لأي تطورات من شأنها التأثير على السكينة العامة، وتشديد الاجراءات على مداخل عدن".. و هذا يؤكد بأن الدولة و أركانها لم و لن يكونوا يوماً ضد الحراك الجنوبي، بل احتواهم و رحب بهم دون أي موانع أو قيود بل اشركهم في السلطة..
فمن كان بالأمس يشكك ب بن دغر بوطنيته و عدوانيته لعدن و الجنوب اليوم يقطع الشك باليقين و أكد للجميع على نيته فكل ما قاله بالأمس كان خوف و حرص و أمانة منه بمراجعة أنفسنا، وهذا ليس بشئ جديد بحجم هذا الرجل بخضرمته و حنكته السياسية و تحمل المسؤولية في أصعب الظروف الذي يختلقوا الأزمات الخدماتية له ، و أكبر من هذا كونه جنوبي الإنتماء، فالمليونيات خرجت بعهد الرئيس عبدربه منصور هادي و حمايتها بعهد بن دغر، و كل ذلك حتى لا تنجر الجنوب لعهود سابقة خلفت بعدها دمار و شرخ عميق مازال دامي..
علينا تهدئة النفوس و الابتعاد عن الافكار السلبية و التهويل و التعامل بحسن النية ونصفي القلوب، ولانستخدم لغة العنف و الدم و البارود، فنحن في وطن يحتضن الجميع دون إستثناء، و علينا تحكيم العقل و الضمير و العمل معا ضمن مكونات سياسية متقاربة تحت مظلة شرعية الرئيس هادي و حكومة بن دغر، من أجل نهوض عدن و يسود الأستقرار ، فهي تستحق الكثير مانقوم به ...