وثقنا كثيرا بدولة الامارات العربية المتحدة ونحن نلحظ عبر سماوتنا المتخمة بالدخان طائراتها تصول وتجول علها تنقذنا من انقلاب حاول أن يدفن جسد الجمهورية ويستعيد ماضٍ تليد لا يمكن لأي يمني أن يتفق مع ذاته حول عودة هذا الماضي المقرف بعفن متراكم. جاء السلاليون شعثٌ غبر وجوههم مشققة مثل أرض جرداء لم يعرف المطر اليها سبيل منذ سنين، جاؤوا مثل الجراد حينما تخرج من جحورها تهاجم المحاصيل التي يقتات عليها الناس ويمررون منها حياتهم، فلا تبقى منها شيئا. هؤلاء هم الانقلابيون في توصيف عابر يمكن أن يحتسب على أنه أقل ما يقال فيهم، ونحن لسنا بصددهم هنا ولن نشرد بعيداً عنهم لنعود الى موضوعنا الأساسي (الإمارات). في عدن عاصمة البلاد المؤقتة، ليس ثمة ما يثير القلق أكثر من تصرفات عبثية لدولة الامارات التي تشرد كالشاة نحو الحمى بعيداً عن اهداف التحالف العربي الراسخة، بقيادة الجارة الشقيقة، المملكة العربية السعودية، وتظل تمارس دوراً غير مقبولاً لدى أحد على بقعة هذا الوطن. الإمارات بانت على حقيقتها وهي تمارس دوراً مشبوها، وترعى مشروعاً تقسيماً لهدم البلد المؤصل على مبدأ التعايش والحب والتآخي ونبذ العنف ورفض الفوضى، تحاول أن تغطي عيبوها بقليل من الإغاثة التي تسد بها رمق الجوعى لتكسب منهم صمتهم وتظل تشد قبضته على سكين مغروس على خاصرة بلدنا الحبيب. توهمنا الامارات يومياً بحفنة من الطعام تقدمها للجوعى، تمدها باليسرى من يديها وباليمنى تصنع الفوضى وترعى سجون سرية وضعتها لإهانة اليمنيين لا أكثر ولا أقل، وتحاول اقلاق سكينة البلاد ورفع نسبة التوتر على المستوى المالي لخلق فوضى جديدة تكتسح بها اقتصاد البلاد الذي يحاول أن يتعافى من أزماته المتكررة. أيها السادة الكرام في دولة الامارات، صرنا بكم (كالمستجير من الرمضاء بالنار) فلا تعبثوا بمصيرنا، هذا العالم كله يرغب في أن يكون هنا الى جانبنا ويقاتل في خندقنا كوننا نقاتل على حق ونخوض أشرف المعارك بأنبل التضحيات في مواجهة أجبن سلالة عرفها الكون، فلماذا إذا أنتم هكذا عابثون؟. نحن منحناكم كل هذا الوجود كوننا أمة قائمة على هوية واحدة ودين واحد ومصير واحد، وما خاب ظننا فيكم أو شككنا بنوياكم يوماً ما، لكن على ما يبدو سقط المطر على الصخر فأزاح عنه التراب وبان على حقيقته.! سنتحدث مرارا أيها القراء، سنكشف بالقلم كل امتعاض يضمره القلب وهو يلحظ البلد الكريم يطعن من الأقرباء قبل الأعداء، لا مجال للصمت الا الحديث عن كل الخفايا التي تكدر عيشتنا ونحن أتعس الأتعسين، فإذا منع عنا كل شيء فلا شيئاً يمن عنا ان نقول ما نراه ونلحظه.