دعت الحكومة اليمنية مجلس الأمن الدولي إلى عدم إصدار قرارات من شأنها تعقيد الأزمة بالبلاد على حد وصفها، وذلك عقب طرح الملف اليمني على المجلس والسعي لاستصدار قرار يدعو الرئيس علي عبد الله صالح إلى التنحي. في غضون ذلك، اتهمت وزارة الدفاع اليمنية أحزاب اللقاء المشترك المعارضة بإعداد ما وصفتها بأنها "خطة للتصعيد العسكري" والقيام بأعمال قتل وتخريب بصنعاء، يأتي ذلك بعد يوم من دعوة شباب الثورة لتنظيم مسيرات سلمية يوميْ السبت والأحد القادمين.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) عن مصدر مسؤول في الحكومة قوله إن صنعاء تأمل أن يتعامل مجلس الأمن مع الأزمة اليمنية "من منطلق الحرص على إيجاد الحل لها وعدم اتخاذ أي قرارات تزيد من تعقيداتها".
وأكد المصدر مجددا التزام الحكومة اليمنية بالمبادرة الخليجية التي تنص على نقل السلطة إلى نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي وإطلاق مرحلة انتقالية، مشيرا إلى أن الرئيس صالح يعمل على الدفع نحو توقيع اتفاقية تحدد آلية تنفيذ المبادرة الخليجية، على حد تعبيره.
وكان مجلس الأمن بدأ الثلاثاء الماضي بحث أزمة اليمن وسط مطالبات من قبل المتظاهرين في صنعاء بتدخل دولي لدفع صالح إلى التنحي.
وعرض مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر تقريرا أمام مجلس الأمن حول الوضع في البلاد وحول الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة المستمرة منذ يناير/كانون الثاني الماضي.
وطرحت بريطانيا والدول الأوروبية الأخرى في مجلس الأمن مشروع قرار حول اليمن يتوقع أن يعرض على الدول الأعضاء في الأيام المقبلة.
وقال السفير الألماني في الأممالمتحدة بيتر فيتيغ إن الوقت قد حان للتحرك، وطالب بأن يكون المجلس نشطا، وأن يطلب من الرئيس صالح التوقيع والقبول بمرحلة انتقالية وفقا للوساطة الخليجية.
وكان مجلس الأمن تبنى إعلانا الشهر الماضي يدعم مبادرة مجلس التعاون الخليجي، لكن تبني قرار سيكون له وزن سياسي أكبر لإقناع الرئيس صالح.
وقد احتشد عشرات الآلاف في مدن صنعاء وشبوة وسقطرى والحديدة اليمنية أمس الأربعاء في مسيرات تطالب مجلس الأمن باتخاذ موقف قوي ضد نظام صالح. وردد المتظاهرون في مسيرة بشارع الستين في العاصمة صنعاء هتافات تدعو لإسقاط الحماية والضمانات بعدم محاكمة صالح بعد تنحيه.
وكانت صحيفة "الثورة" اليمنية اتهمت في افتتاحيتها الخميس قوى المعارضة -خاصة تحالف أحزاب اللقاء المشترك- بعمل كل ما شأنه عرقلة الاتفاق على آلية زمنية لتنفيذ المبادرة الخليجية لحل الأزمة السياسية الراهنة في البلاد.
اتهام بالتصعيد في غضون ذلك، اتهمت وزارة الدفاع اليمنية -في بيان لها اليوم- أحزاب اللقاء المشترك المعارضة بإعداد ما وصفتها بأنها خطة للتصعيد العسكري والقيام بأعمال قتل وتخريب في العاصمة صنعاء.
وقال بيان لوزارة الدفاع اليمنية نقلته وكالة سبأ الرسمية، إن أحزاب اللقاء أقرت -في اجتماع موسع حضره اللواء علي محسن الأحمر- "حشد أكبر عدد من الشباب المغرر بهم، يوميْ السبت والأحد القادمين، في ثلاث مسيرات بأمانة العاصمة، وأنه تم تجهيز مجاميع من القناصة على خطوط سير المظاهرات الثلاث لقنص وقتل بعض المتظاهرين ورجال الأمن، لتحميل النظام مسؤولية ذلك".
وكان ما يعرف باسم اللجنة التنظيمية لشباب الثورة السلمية دعت إلى تنظيم مظاهرات ومسيرات يومي السبت والأحد المقبلين، في أماكن مختلفة من العاصمة.
تأتي هذه التطورات في ظل احتفال اليمن غدا الجمعة بالذكرى ال48 لثورة 14 أكتوبر عام 1963 في الشطر الجنوبي لليمن سابقا قبل الوحدة، وهي الثورة التي أنهت الاستعمار البريطاني للشطر الجنوبي في نوفمبر/تشرين الثاني 1967.