ويدعو الداعية والمفكر الإسلامي سعيد الإدريسي في كتابة "صرخة" لرفع مستوى الوعي وتحصين الشباب ضد مخاطر التطرف الديني إلى نبذ العنف بكل أشكاله وألوانه مستدلا بالنصوص الشرعية في الكتب السماوية الثلاثة "القران الكريم – الإنجيل – التوراة" والتي تدعو إلى نبذ العنف والتطرف ونشر ثقافة التسامح والمحبة والسلام في كل الكتب السماوية؛ بالإضافة إلى الأسلوب الذي تميز به هذا الفكر الوسطي من خلال البعد عن التعصب المذهبي والتحلي باللين بكل أشكاله وألوانه أيضاً ونبذ فتاوى الشهوات التي أثارت الفتن بين الناس، وعلى الناس أن يأخذوا فتواهم من مصادرها الحقيقية وليس من الإعلام الكاذب المروج للفتن والمتاجر بهذا الدين، وأصبح الهدف من هذه القنوات التربح والمتاجرة بالدين إلا من رحم ربي. ويهدف الداعية من كتابة إلى رفع مستوى الوعي وتحصين الشباب والفتيات من خطر التسرع في اخذ القرار ، وعدم إعطاء النفس فرصة ً للتفكير قبل أخذ هذا القرار ، وتوجيه الشباب نحو الاهتمام بالأخلاق المحمدية لجمع شمل المسلمين ، وجعلها قدوة لهم في جميع معاملاتهم مع من اتفقوا معه أو اختلفوا (بغض النظر عن اللون أو الجنس أو الديانة).
كما يدعوا إلى لفت نظر الشباب إلى الأخطار المصاحبة لإطلاق ألفاظ الكفر أو الشرك أو الابتداع على من يختلفون معهم في الفكر أو الرأي ، وان الحكم على المظهر الخارجي للإنسان صفة لا يأمر بها ولا يُقرها الإسلام ، وأن محل نظر الله للعبد هو القلب ، إلى جانب تعريف الشباب بأن رجال الدين - مهما وصلت درجة اجتهادهم وعلومهم – هم بشر يصيبون ويخطئون ، وان هناك شروطاً أساسية يجب توافرها فيمن نأخذ عنهم أمور ديننا ، فضلاً عن تعريف الشباب أن الابتسامة في حياتنا قد أسست عليها معاني الوجود ، وبالتالي لا ينبغي لهذه الابتسامة أن تكون أساساً لفناء حياتنا وحياة الآخرين بالعمليات التفجيرية .
ويقول القاضي العلامة / محمد بن إسماعيل العمراني (مفتي الجمهورية اليمنية)على صرخة فهذا كتاب لا يعرف قدره إلا من طالع عدة صفحات على الأقل من صفحاته القيمة، ومن طالعة سيلاحظ صدق قولي عن هذا الكتاب، لأنه يدعو إلى الوسطية والاعتدال والتسامح والسلام وكونه موجهٌ للشباب فننصح بأن يوجه للشباب في كل أنحاء العالم، فهو كتاب تربوي ودعوي، وأبحاثه كلها تدعو إلى الوسطية.
وتطرق الكاتب إلى توعية الشباب وتنبيههم من مخاطر الانجرار وراء من يجعلون من فتاواهم وخطاباتهم الدينية شهوة كلامية ، يقصدون من ورائها إنهاء حياة الآخرين ودمار الإنسانية وكان من الاولى العمل على تشويق العبد وترغيبه في الوصول إلى مرضاة الله ورحمته والفوز بالجنان وما فيها من نعيم .
وعمل الإدريسي جاهدا الوصول بالقارئ الكريم إلى حقيقة هامة مفادها أن الإسلام لم يُعرف إلا بالسلام ، فمن عمل على تفجير الناس من خلال رسائل أو طرود ونسب هذا العمل إلى الإسلام ، فعمله مردودٌ إليه وإلى من مسخ أفكاره ، ولنقل له ولمن خلفه : كفاكم افتراءً وتلفيقاً على الإسلام ، (تعالوا إلى كلمة سواء (أي كلمة عدل) بيننا وبينكم...) لنعلم بها أن جميع الرسالات السماوية كان هدفها التوحيد ونشر المحبة والتسامح والسلام . "صرخة ". للداعية والمفكر الإسلامي سعيد الإدريسي.