في إطار برنامجها من أجل تعزيز ثقافة التسامح والوسطية والاعتدال ونبذ الغلو والعنف والإرهاب ومكافحة ثقافة الكراهية ومن اجل تعزيز قيم الولاء الوطني، أقامت الهيئة الوطنية للتوعية مؤخرا دورة توعوية للخطباء والمرشدين والدعاة وأئمة المساجد من تسع محافظات بالجمهورية احتضنتها عدن خلال الفترة 23 - 28 أكتوبر وذلك من أجل خطيب جامع لكلمة الأمة ولرفع مستوى الخطباء بما يرسخ ثقافة البناء والمحبة والوحدة رسالة تنويرية فاعلة تجمع شمل الناس بما يؤدي إلى ترشيد الخطاب الديني المعتدل. "السياسية" تابعت فعاليات الدورة واستقصت آراء وانطباعات المشاركين فيها من خلال الاستطلاع الصحفي التالي: نبذ الكراهية والغلو نائب مشرف الدورة الدكتور نبيل الحاضري، قال في حديثه ل"السياسية" إن الإرهاب فكر مدمر للمجتمعات وعائق أساسي في طريق تنمية الأوطان ونهضتها، ويجب محاربته ومقاومته بكل أشكاله وصوره وألوانه. وشدد على أهمية إسهام الخطباء والمرشدين في تصحيح الأفكار والمفاهيم الخاطئة وتكوين وعي ديني ووطني يتسم بالوسطية والاعتدال وبنبذ التعصب الفكري والمذهبي والمناطقي ويرفض التطرف والعنف والإرهاب بكل أنواعه. تعزيز قيم الولاء الوطني من جانبه أوضح الشيخ أنور علي محمد خطيب وإمام من محافظة الضالع أن من واجب الخطباء والأئمة والدعاة حث الناس على تجنب الوقوع في الفتن ومساعدة الشباب على فهم رسالة الإسلام بصورة صحيحة حتى يتجنبوا الوقوع في شرور التطرف لأن مجتمعنا في غنى عنها مشيرا بان علينا حمل رسالة الإسلام السمحة وغرسها بين أوساط المجتمع ونشر قيم السلام ونعيد الثقة بيننا كأمة واحدة لها مصير واحد وهدف واحد وهي رفع راية الإسلام بعيدا عن كل أشكال وصور التطرف الدخيلة على مجتمعنا. نحو خطيب جامع الشيخ احمد عبد الله البيتي إمام جامع ديوان محافظة أبين أكد أن على الخطباء ان يسلكوا منهج الاعتدال وأن يعملوا على توحيد الصف والكلمة والعمل بما يرضي الله تعالى ورسوله موضحا ان المساجد هي لله سبحانه وتعالى وهذا ما أكد عليه المولى تعالى في محكم آياته بقوله (وإن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا). وقال البيتي من الواجب على الخطباء، الدعوة الى الرحمة والمحبة والتسامح والاعتدال والوسطية تاكيدا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "الرحماء يرحمهم الرحمن" مشيرا إلى أن من واجب الخطيب أن يبين للناس الصواب من الخطاء وأن يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر والمساهمة في تعزيز وترسيخ قيم ومبادئ الولاء الوطني بالإضافة إلى الإسهام الفعال في خلق وعي مجتمعي للقضاء على الظواهر الاجتماعية المسيئة لقيم وأخلاقيات المجتمع اليمني الأصيلة. رحمة وتسامح مدير الإرشاد بمحافظة حجة الشيخ أبو أميمة عبد الله العميسي قال في حديثه ل"السياسية" إن الدعاة والمرشدين جامعين لا مفرقين وميسرين لا معسرين ومبشرين لا منفرين رافضين للخطاب المتشدد الذي لا يمت للإسلام بصله، موضحا أن سماحة الدين الإسلامي وجوهره تدل دلالة واضحة أنه دين رحمة ومودة وتسامح. وأشار إلى أن مما اتفق عليه العقلاء ان التشدد والغلو والدعوة إلى الفرقة أو السلالية والمناطقية والمذهبية دعوات ضالة لا تمت للإسلام بشيء وعلى الخطباء رفع مستواهم العلمي وتحسين أدائهم الخطابي مما يسهم في قبول كلمتهم وتأثيرهم الايجابي بين الناس، مؤكدا على دور الخطباء والمرشدين وأئمة المساجد في الدعوة إلى الوسطية والاعتدال والاقتداء بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم في دعوته وسلوكه ومنهجه، مشيرا إلى أن التطرف والغلو سبب لهلاك الأمم. الدعوة إلى والإخاء مدير الأوقاف والإرشاد بمديرية غمر محافظة صعدة الشيخ أبو الزبير ضيف الله بيضان، أشار إلى أهمية في الدعوة إلى التسامح والإخاء وترسيخ المفاهيم والثوابت الإسلامية ولم الشمل وتدعو إلى اللحمة الإسلامية والتي منها اللحمة الوطنية. وقال الشيخ بيضان إن للمسجد دور إلى جانب المدرسة والأسرة في تنمية أفكار المجتمع وجاءت الدورة في وقتها لترفع مستوى الخطيب ودوره نحو خطيب جامع يدعو إلى التسامح ولم الصفوف ورفض العنف والتطرف والى ترسيخ الثوابت والقيم الوطنية والإسلامية مشيرا بان الوطن بحاجة إلى جميع أبنائه الذين يدعون إلى لم الشمل والقبول بالآخر ومحاربة التطرف والأفكار الهدامة التي تهدم ولا تبني موضحا أن الأمن والاطمئنان قبل الرزق، مشيرا إلى أن الدورة كانت ناجحة بكل المقاييس وانعكست إيجابا على كل المشاركين. تعميق الوسطية المشرف التنفيذي للدورة التي أقامتها الهيئة الوطنية للتوعية الدكتور محمد نجاد قال: "إن دور الخطيب المؤمن بقضايا وطنه ودينه هو تعميق معنى وسطية واعتدال الدين بين أوساط المجتمع، باعتبار أن تلك الوسطية كانت سبباً رئيساً في انتشار الإسلام في دول إفريقيا وشرق آسيا خصوصاً وفي بقية العالم، مشيراً إلى أن الناس لا يمكن أن تتبع أهواء المتطرفين والمتعصبين الذين ينقلون لنا الدين على طبق ساخن يحرق العقول ومن يحمله. ومؤكدا أن الدورة حققت نجاحا ملحوظا ومتميزا بحسب تأكيد الخطباء أنفسهم ، وان هذا النجاح ما كان ليتحقق لولا اهتمام ومتابعة الأستاذ طارق محمد عبد الله صالح الذي يتابع بنفسه أولا بأول مجريات الدورة ويولي هذه الشريحة الهامة كل الرعاية والاهتمام. واجب شرعي ووطني وكان المشاركون في الدورة أصدروا عددا من التوصيات من أجل الارتقاء بدور الخطباء والأئمة والدعاة والمرشدين من أجل خطيب جامع وخطاب ديني يتسم بالوسطية والاعتدال نابذا ورافضا للغلو والتطرف وذلك على النحو التالي: - تأكيد أن الوحدة اليمنية والحفاظ عليها وحماية مكتسباتها هو واجب شرعي على كل مسلم ومسلمة وكذلك التأكيد على حرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم وان الاعتداء على أي منها جريمة تستوجب العقاب والتأديب. - وجوب نبذ ثقافة الحقد والكراهية والعنف والتطرف ووجوب نشر ثقافة التسامح والمحبة والإخاء وضرورة إدانة كل الأسباب المؤدية إلى العنف والغلو والتطرف. - تنبي استراتيجية توعوية تعنى بإعادة صياغة الوعي وتشكيله وتوجيهه ليثمر تعاونا على البر والتقوى. - ضرورة صياغة وثيقة شرعية للتوعية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تشترك فيها الجهات ذات العلاقة وتوظيف طاقات واستعدادات الخطباء بعد توعيتهم وتدريبهم لإحداث تغيير ايجابي في الأفكار والسلوك وتفعيل دور المؤسسات والوزارات والهيئات ذات العلاقة بتوعية الناس وتوجيههم وإرشادهم وذلك لتطبيق الأهداف والأدوار المنوطة بها. - إنشاء مراكز متخصصة لتدريب وتأهيل الخطباء والمرشدين وتحسين أوضاعهم حتى يتمكنوا من تأدية رسالتهم على أكمل وجه بالإضافة إلى عقد مؤتمر عام للخطباء والمرشدين لمناقشة القضايا المهمة المتعلقة بشؤون الدعوة والدعاة والخطب والخطيب والوعظ والإرشاد. - تحصين الشباب ضد الفتن والأفكار الهدامة وتحقيق قيم العدالة الاجتماعية والقضاء على الظلم وأسبابه وإنشاء موقع اليكتروني متخصص خدمة للخطباء والمرشدين والدعاة ويعنى بالجوانب الدعوية والإرشادية. السياسية