قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 25 شخصا قتلوا برصاص الأمن في "جمعة الجيش الحر يحميني" التي دعا إليها ناشطون وخرج فيها المتظاهرون في عدد من المدن السورية. يأتي ذلك بعد يوم دام (الخميس) قتل فيه خمسون شخصا في اشتباكات وعمليات تركز معظمها في محافظة حمص وسط سوريا. وأوضحت الهيئة أن تسعة قتلى سقطوا في حماة وسط البلاد وعشرة قتلى في حمص (من بينهم ثلاثة قتلوا أمس وكشف عنهم اليوم)، واثنين في كل من دير الزور شرقي البلاد وريف دمشق وقتيلا في كل من العاصمة دمشق ومحافظة درعا جنوبي البلاد.
وفي المقابل نفى التلفزيون السوري وقوع قتلى في دير الزور وحمص، معتبرا "أنها أنباء لا أساس لها من الصحة وهو تحريض على القتل".
وأورد التلفزيون السوري الرسمي نبأ مقتل طفل بانفجار عبوة ناسفة زرعها مسلحون في تفتناز الواقعة في ريف إدلب شمالي غربي البلاد.
كما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن اثنين من عناصر وحدة الهندسة في محافظة حماة وسط البلاد قتلا اليوم أثناء قيامهما بتفكيك عبوة ناسفة زرعتها المجموعات المسلحة في حي الملعب البلدي.
مظاهرات جديدة يأتي ذلك في وقت احتشد فيه المتظاهرون في عدد من المدن السورية تلبية لدعوة نشطاء في "جمعة الجيش الحر يحميني" دعما منهم للجنود الذين انشقوا عن الجيش السوري وانضموا إلى "الجيش السوري الحر" الذي تزايدت في الآونة الأخيرة هجماته على القوات الحكومية.
ففي ريف إدلب، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن "مظاهرة حاشدة خرجت من عدة مساجد في مدينة معرة النعمان تطالب بإسقاط النظام"، مشيرا إلى "استمرار انقطاع الإنترنت والاتصالات الخليوية عن المدينة لليوم العاشر على التوالي".
وأضاف أن مظاهرات أخرى خرجت في بلدات سرمين وحزانو والتح وتفتناز تطالب بإسقاط النظام.
وفي محافظة درعا، ذكر المرصد أن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي أمام مساجد مدينة جاسم لمنع خروج المصلين في مظاهرات.
وفي حمص، شهدت المدينة انتشارا أمنيا كثيفا قبل صلاة الجمعة على الحواجز العسكرية في معظم شوارع المدينة، كما شهدت بعض الأحياء تعزيزات عسكرية كبيرة، بحسب المرصد.
وأضاف المرصد "أن المظاهرات انطلقت بعد صلاة الجمعة من عدة أحياء شارك فيها الآلاف وأطلقوا فيها شعارات تطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد".
وأكد المرصد أن الأمن حاصر مسجد الفاروق في حي الغوطة، كما خرجت مظاهرة أخرى في حي الحمرا حاول الأمن تفريقها بعد اقتحام الحي بعدد من المدرعات، كما أطلق الأمن النار على المظاهرة في حي كرم الشامي.
وفي ريف دمشق، أوردت لجان التنسيق المحلية "خروج مظاهرة حاشدة في كناكر وفي داريا تهتف للجيش الحر وبإسقاط النظام كما خرجت مظاهرة تهتف بإسقاط النظام".
وغربا، خرجت مظاهرة حاشدة من جامع الإيمان في جبلة قامت قوات الأمن وما يعرف بالشبيحة بملاحقة المتظاهرين" بحسب اللجان.
من جهتها، أوردت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) تدفق الحشود إلى ساحة السبع بحرات وسط مدينة دمشق "تعبيرا عن رفضها لقرار جامعة الدول العربية تجاه سوريا وتمسكها باستقلالية القرار الوطني وحرصها على تعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة المؤامرة التي تتعرض لها سوريا".
حصيلة الخميس وتأتي مظاهرات اليوم فيما تتزايد الاشتباكات بين الجيش وعناصر منشقة عنه، وهي اشتباكات أسفرت الخميس عن مقتل 11 عنصرا أمنيا وعسكريا و15 منشقا.
وكان سبعة طيارين عسكريين سوريين قد قتلوا الخميس في هجوم شنه مسلحون على حافلة تقلهم قرب مدينة تدمر في محافظة حمص وسط سوريا، حسبما ما أفادت مصادر في المعارضة السورية.
وتبنى الجيش السوري الحر الذي يضم آلاف الجنود المنشقين الهجوم في بيان نشر على الإنترنت. كما أعلن قائد "الجيش السوري الحر" العقيد المنشق رياض الأسعد تأييده لفرض حظر جوي على سوريا وضرب أهداف إستراتيجية للنظام السوري، مع رفضه في الوقت نفسه دخول قوات أجنبية إلى البلاد عن طريق البر.
وقال ناشطون ومنظمات حقوقية سورية إن خمسين شخصا -بينهم نحو أربعين من العسكريين النظاميين والمنشقين- قتلوا أمس في اشتباكات وعمليات تركز معظمها في حمص، في واحد من أكثر الأيام دموية منذ أسابيع.
وقتل هذا العدد الكبير من العسكريين والمدنيين بينما تتصاعد الضغوط على نظام الرئيس السوري للقبول بخطة عربية تشمل إرسال مراقبين وإعلاميين، كما تتصاعد في الوقت نفسه دعوات غربية إلى فتح ممرات إنسانية في سوريا.