أكد مراقبون ومتعاملون في أسواق الذهب أن السوق حاليا تمر بمرحلة خطيرة جدا، لأن معظم التعاملات تتم لأغراض المضاربة، مستشهدين بالحركة التصحيحية الحالية التي سجلت خلالها أدنى تراجعات خلال سبعة أسابيع، كما خسر سعر الذهب 60 دولارا خلال يومين فقط، متوقعين أنها حركة تصحيحية سينطلق بعدها الذهب إلى مستويات ألفي دولار للأوقية خلال الربع الأول من العام المقبل، بينما ذهب البعض إلى توقعات بأسعار غير محدودة لأسعار الذهب، نظرا للأزمة الأوروبية التي ما زالت نتائجها مجهولة. وأوضح ل ''الاقتصادية'' الدكتور محمد السقا أستاذ الاقتصاد في جامعة الكويت أن سوق الذهب حاليا خطيرة جدا، لأن معظم المعاملات تتم لأغراض المضاربة، ولأن الذهب لا يدر عوائد في حال الاحتفاظ به والعائد الرئيسي يأتي من ارتفاع الأسعار، فستستمر المضاربات ومحاولة العمل على استمرار ارتفاع أسعار الذهب. وقال ''تكلفة الإنتاج للذهب تراوح بين 450 و600 دولار، وذلك بحسب المنتج والمنجم، فكيف يتم بيع الذهب حاليا بنحو 1700 دولار للأوقية''، مبينا أن هناك تضخما (فقاعة) في أسعار الذهب تساعد على استمرارها الأزمة الاقتصادية العالمية، حيث يلجأ المستثمرون والمدخرون إلى أسواق الذهب في الأزمات، لأنها الملاذ الآمن. وبين أن تضخم أسعار الذهب سيستمر طالما الأزمة المالية العالمية مستمرة، وعندما تنتهي الأزمة سيقل الطلب على الذهب، وبالتالي ستتراجع الأسعار إلى معدلات طبيعية.
وتوقع أستاذ الاقتصاد في جامعة الكويت أن تنهار أسعار الذهب بعد انتهاء الأزمة المالية العالمية وستعود الأسعار إلى المعدلات الحقيقية التي تراوح بين 700 و800 دولار للأوقية.
وأضاف ''بوجود أزمة الديون السيادية التي لا يتوقع لها حلا في 2012 ينهي أزمة الديون، لن يكون هناك انهيار أو تراجع لأسعار الذهب خلال سنتين، نظرا للأوضاع المالية السيئة، إلا إذا تم التوصل إلى حل أزمة أوروبا لأنها القضية الساخنة، وهي الأزمة الكبيرة والمقلقة. ووصف الدكتور محمد السقا التراجع الكبير لأسعار الذهب الذي سجل نحو 60 دولارا خلال يومين فقط، بأنها انخفاض في الأسعار فقط ولا يعبر عن اتجاهات طويلة المدى. من جانبه أكد علي باطرفي نائب شيخ الصاغة في جدة أن تراجع الذهب في الفترة الحالية هو فترة تصحيحية قصيرة للصعود القوي للأسعار الذي تم قبل ثلاثة أشهر، متوقعا أن تستمر الأسعار دون مستوى 1800 دولار للأوقية حتى نهاية العام الجاري.
وتوقع باطرفي ارتفاع أسعار الذهب خلال الربع الأول من العام المقبل 2012 إلى مستويات ألفي دولار للأوقية وتحديدا في مستويات بين 1950 دولارا إلى 1970 دولارا للأوقية، موضحا أن الأزمة الأوروبية تتحكم بأسواق الذهب صعودا ونزولا، إضافة إلى ضعف الدولار.
وكان السعر الفوري للذهب قد تراجع لأدنى مستوى في سبعة أسابيع أمس بعد أن فقد 2.6 في المئة في الجلسة السابقة، مع استمرار قلق المستثمرين بشأن أزمة ديون منطقة اليورو بعد تلاشي الحماس الذي أثاره اتفاق أفرزته قمة للاتحاد الأوروبي.
وفقد الذهب خلال جلسات أمس 0.7 في المائة مسجلا 1653.50 دولار للأوقية بعد أن سجل في الجلسة السابقة أكبر تراجع ليوم واحد في نحو ثلاثة أشهر، وفي وقت سابق لامس المعدن 1650.89 دولار هو أضعف سعر له منذ 25 تشرين الأول (أكتوبر). وهبط سعر عقود الذهب الأمريكية 0.6 في المائة إلى 1657.70 دولار، في المقابل ارتفع سعر البلاتين في المعاملات الفورية 10.1 في المائة إلى 1481.49 دولار للأوقية، متجاوزا بذلك أدنى مستوى في سبعة أسابيع 1476.23 دولار الذي سجله في الجلسة السابقة بينما هبط البلاديوم 1.21 في المئة إلى 649.50 دولار، وانخفض سعر الفضة 0.86 في المئة إلى 31.01 دولار للأوقية.