قال السفير الأميركي في اليمن إن نشاط إيران في اليمن قد أصبح أكثر فعالية ويمكن أن يشكل تهديداً أعمق على استقرار وأمن البلاد. وحذر السفير الأميركي/ جيرالد فايرستاين مما قد يعزز مخاوف لها أمد طويل لدى دول الخليج السنية بأن إيران القوة الإسلامية الشيعية تحاول استغلال الاضطرابات في المنطقة. وقال فايرستاين - في مقابلة مع وكالة "رويترز" قبل يوم واحد من توجه اليمنيين إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد يحل محل علي عبدالله صالح ومنهياً ثلاثة عقود من حكمه-: "إننا نرى إيران تحاول زيادة وجودها هنا بوسائل نعتقد أنها غير مفيدة لاستقرار اليمن وأمنه". الانتخابات- التي يكون فيها نائب الرئيس عبدربه منصور هادي هو المرشح الوحيد- هي جزء من اتفاق لنقل السلطة بدعم من الولاياتالمتحدة والتي توسطت فيه دول الخليج العربية بعد عام من الاحتجاجات ضد حكم صالح. وقال فايرستاين: "أعتقد أننا نشهد زيادة التواصل الإيراني مع مختلف الجهات الفاعلة". وتقود واشنطن جهوداً دولية لعزل إيران بسبب برنامجها النووي الذي تعتقد العديد من البلدان بأنه يهدف إلى إنتاج أسلحة نووية، وهو الاتهام الذي تنفيه طهران، وقد اتهمت السعودية إيران بإثارة الاضطرابات في أوساط مواطنيها الشيعة في المنطقة الشرقية ومملكة البحرين المجاورة. من جانبها تتهم طهرانواشنطن بالسعي إلى إشعال الخلافات الدينية والسياسية بين الجمهورية ذات الأغلبية الإسلامية الشيعية ودول الخليج العربي ذات الأغلبية السنية. وبالإضافة إلى الاضطراب السياسي، تواجه اليمن فرعاً نشطاً لتنظيم القاعدة وأزمة اقتصادية أدت إلى حافة المجاعة وتمردٍ شيعي في الشمال وحركة انفصالية جنوبية. الحوثيون في الشمال يسيطرون على محافظة صعدة الواقعة على الحدود مع السعودية التي تدخلت عسكرياً في اليمن في عام 2009، وهناك قتال دائر بين الحوثيين، الذين هم من الطائفة الزيدية الشيعية، والسلفيين، الذين هم من السنة المتزمتين ولهم وجود واسع في السعودية. وقال السفير الأميركي: "بالتأكيد أننا نرى زيادة في التمويل الإيراني والجهود المبذولة من جانب إيران لزيادة نفوذها ليس فقط مع العناصر الشيعية الزيدية، لكن مع عناصر سنية أيضاً". وأضاف: "إننا نعتقد بأن لدينا أدلة على الأنشطة الإيرانية التي من شأنها تعزيز القدرات العسكرية كذلك، إنها ظاهرة حديثة نسبياً، وإيران تستغل هذه الفترة من عدم الاستقرار السياسي وفقدان سيطرة الحكومة على أجزاء كبيرة من البلاد". السفير الأميركي قال أيضاً إنه في حين أن هناك دلائل على أن الحوثيين كانوا على استعداد للدخول في حوار من أجل استعادة البلاد لبعض الاستقرار، فإن الجماعة كانت أيضاً توسع نطاق الأراضي التي يسيطرون عليها. وأضاف: "لكننا أيضاً قلقون من الصراعات بين الحوثيين وغيرهم في الشمال وجهودهم العدوانية إلى حد ما لتوسيع سيطرتهم على الأرض، لذا فإننا نأمل أنه من خلال عملية الحوار الوطني أنهم سينخرطون في العملية السياسية ويعملون بطريقة إيجابية لإنهاء هذا الصراع".