مقدمة: الهجمة في الشمايتين محافظة تعز وادي مقطع الأوصال بين محافظتي لحجوتعز بوادي انكساري شديد الوعورة وقرى معلقة بين الأرض والسماء ومعزولة عن العالم بوجوه شاحبة تتوجع كأهلها المصابين بغصة الإهمال الرسمي من عهد الأئمة حتى اليوم في هذه الأرض الخراب التي مازالت بعيدة عن ركب الحضارة والحداثة تقاوم الحزن المعجون بالأفئدة والعيون الغائرة ونفوس سكانها المتعبين قسرا داخل الوطن بأسوار المنفى . وينقسم وادي الهجمة الواقع في قاع العالم إلى هجمة المقارمة تتبع تعز.. وهجمة الزريقة تتبع محافظة لحج وهي ذو بيئة جبلية شديدة الوعورة تركت نسيا منسيا.. سكانها مهمومين بهواجس الصخور الآيلة للسقوط فوق الرؤوس وتحت السماء الملبدة بالغيوم و(الضياح ) المعلقة بحواف صخرية حادة تكرم أهل القرى في كل عام بانزلاقات صخرية تدمر الأرض الزراعية والنبات والحيوان ويعيش السكان بشكل يومي أهوال يوم القيامة خلف الجدران العازلة بوطن المنفى.. فمن يفك أسرها ويضمد جراحها؟. عزيزي القارئ إليك معاناة هذه العزلة من الأرض اليمنية التي لم تصل لها الثورة والدولة فإلى هذا الاستطلاع : في مرمى الانزلاقات الصخرية: قال الأستاذ جميل محمد مقبل :"تحدث انهيارات صخرية كل عام في فصل الصيف وخصوصا بعد سقوط الأمطار ثم يأتي الشتاء ويبني الناس ما هدمته تلك الصخور وتهدد حياة المواطنين وتجعلهم في قلق مستمر لأن الأماكن المرتفعة من جميع الاتجاهات مشققة ومن المتوقع حدوث كوارث في أي لحظة فيعيش السكان في قلق مستمر في وضع معيشي مأساوي . وزاد بقوله: الأسرة لدينا مركبة كون المجتمع أبوي ويرتفع عدد الأفراد ونسبة الإعالة بسبب زيادة صغار السن والشباب كون هذا المجتمع فتي ويعاني الطلبة بعد الصف السادس الأساسي من رحلة عذاب يومية لمواصلة مشوار الدراسية الثانوية في الأماكن البعيدة في الزكيرة والقريشة والاصابح مشيا على الأقدام وهذا يشعرنا أن المسئولين على مدرستنا اليتيمة غير جادين على تطويرها والقيادة التربوية في المديرية تتآمر على هذا الجيل بالتجهيل ونريد من حكومتنا الجديدة أن تشعرنا بأننا مواطنين لنا حقوق وعلينا واجبات وأن لا يستمر الإهمال في غياب الخدمات والخطر المحدق بنا من كل حدب وصوب وأمنياتنا أن ندخل عصر العلم لكي نلمس أن الثورة الشبابية حطمت الظلم والاستبداد وبدأت في بناء الإنسان أساس التنمية في كل دول بالعالم. رعب الماضي والحاضر: أما الأخ المناضل عبدالباقي حيدر سلام فقال:" تعرضت للسجون وجراح المعتقلات بعد حركة 15أكتوبر 1978م بسبب انتمائي للتنظيم الوحدوي الناصري وحرمت من حقوق المواطنة في عهد المخلوع عفاش ونظامه الرجعي المتخلف ولم تتحسن حالة الإنسان في هذه المنطقة المتعبة أرضا وإنسانا والناس يصعدون الجبال ويهبطون برحلات الموت اليومية لقضاء حوائجهم من المناطق المجاورة ومنذ 26 سبتمبر 1962م والثورة لم تصل إلى هذا المكان ونأمل من حكومتنا الجديدة أن تنظر إلى رعاياها بعين الرحمة ورد الاعتبار للمواطن فالخطر يداهمنا من كل حدب وصوب فلا ضمان ولا أمان وازدياد الفقر ويعتمد الأهالي في هذا المكان على الزراعة الموسمية في فصل الصيف التي لا تفي حاجة السكان . الحمدي رائد التعاون: الشيخ ياسين أحمد مقبل قال:"أكبر هم يواجه الإنسان خطر الانزلاق الصخرية من كل عام والتي تسبب رعب لأهالي المنطقة فتجرف محصولاتهم وأرضهم وأشجارهم ولا يستطيع البسطاء تعويض الخسائر الفادحة التي تصيب هذه المنطقة ويبلغ عدد السكان أكثر من 2000نسمة وعدد المنازل تزيد عن 200 منزل وقد تهدم دار لمواطن وأرضه وأشجاره فمن يعوضه ولا يوجد حالات الضمان الإجتماعي مع زيادة عدد الفقراء وانعدام كافة الخدمات الضرورية "وأضاف قائلا:"الطريق الوحيد الذي يربط الهجمة بالتربة والمرصوف بالأحجار (اللادي )تم إنجازه في عهد الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي وأشرف على الشق الشهيد العائد من المنفى بسوريا والمغدور به في صنعاء الأخ عبدالرقيب القرشي بمساعدة قوات المضلات بقيادة الرائد عبدالله محمد عبدالعالم والتي كان شعارها (الجيش للحرب والبناء )والذي كان يساعد المواطن بشوال قمح وصفيح زيت من أجل إنجاز هذا المشروع الحلم الذي يربط التربة الهجمة -الزريقة -إلى المنطقة الحدودية المسماة (المجزاع)أو الجمرك الذي كان يفصل بين الشطرين سابقا "ويعزى شق نقيل الهجمة وبناء مدرسة العبور اليتيمة لفترة رائد التعاون الأول الشهيد الحمدي. من جانبه قال محمد حسن مقبل :"أصبت هذا الأسبوع بكارثة فقد انزلقت صخرة ضخمة على منزلي المكون من أربع غرف وحمام وديوان المدمر بشكل كامل ومقدار إصابتي بالخسارة المالية الفادحة أربعة مليون ريال إلى جانب جرف التربة والمدرجات الجبلية الزراعية والأشجار المثمرة كما تأثرت المنازل المجاورة بالشقوق ومن لطف الله أن سلم أولادي الذين كانوا متواجدين بغرفة على شكل كهف مرت من فوقه الصخرة ولم يصابوا بأذى مع أمهم وقد أحدث الانزلاق هزة مدوية أرعبت السكان وأناشد محافظ تعز إرسال لجنة ميدانية إلى هذه المنطقة لحصر الأضرار ووضع حلول للأماكن العالية ذات الصخور المشققة التي تهدد حياتنا وقرانا بالخطر طول العام ".كما أكد الاخ بشير طه فارع أن الأمراض تفتك بالناس وفي حال إسعاف المريض يتم نقله بمحفة الموت على الأكتاف لعدم وجود طرق بين القرى. من ناحيته قال الشاب صامد ياسين تركت الدراسة مبكرا بسبب البعد وانعدام المصاريف وبعد المدرسة وتمنى أن يجد فرصة عمل مناسبة لكي يبني بيتا ويتزوج ويكمل مشوار الحياة وهذه أمنيته خاتمة: هذه هي الهجمة المنسية التي تعاني الإهمال الرسمي المتعمد وخطر الانزلاقات الصخرية وحالات الافقار الجماعي.. ما زالت تتأرجح بين الماضي المظلم والحاضر البائس والمستقبل الطموح في تجدد الأمل بالثورة الشبابية الشعبية السلمية المؤمل منها أن تزيل الوجع المستفز مع أمنياتنا بأن تلقى هذه الصرخة الشعبية أذانا صاغية لدى المحافظ السعيد وحكومة محمد سالم باسندوة وإقالة هذه المنطقة من عثرتها المزمنة ما أمكن تحريكه حتى تدخل الألفية الثالثة بكل أماله وطموحاته وتجلياته وهاهي الهجمة تستغيث فهل من مجيب ؟؟.